responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 34

(4) قاعدة في توحيده في الإلهية كما في وجوب الوجود

قال تعالى: «وَ إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ» إله العالم واحد لا شريك له في الإلهية و براهينه كثيرة، فمن جملة الطرائق فيه النظر في وحدة العالم، فإنه قد ثبت بالبرهان أن العالم كله شخص واحد وحدة طبيعية بعض أجزائه أعلى و أشرف من بعض، فالكل حيوان واحد ناطق مسمى بالإنسان الكبير، و أن عالم الأجسام بمنزلة بدنه و علنه، و عالم الأرواح بمنزلة روحه و سره، و المجموع منتظم في سلك واحد، و لا يمكن تعدد العالم الجسماني و لا تعدد العالم الروحاني، إلا على سبيل إحاطة بعضها بعضا، و علية بعضها لبعض و ارتباط بعضها لبعض كارتباط الجسم بالروح، فإذا كان كذلك ثبت وحدة إله العالم، لأن الإلهية لا يتم إلا بكون الباري صانعا للعالم فإذا كان العالم واحدا كان إله العالم و صانعه واحدا لا شريك له في الإلهية كما لا شريك له في ذاته، كما قال: «أَ فِي اللَّهِ شَكٌّ فاطِرِ السَّماواتِ» و قال: «وَ ما كانَ مَعَهُ مِنْ إِله إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَ لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلى‌ بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ، عالِمِ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ فَتَعالى‌ عَمَّا يُشْرِكُونَ‌، قُلْ مَنْ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ وَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَ فَلا تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْ‌ءٍ وَ هُوَ يُجِيرُ وَ لا يُجارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ‌، لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا» و ذلك لأن تشخص المعلول بتشخص فاعله المفيض لوجوده، إذ الوجود في كل شي‌ء عين تشخصه، و تشخصه عين وجوده، فمفيض وجوده مفيض تشخصه، و كما لا يكون لشي‌ء واحد شخصي وجودان و لا تشخصان، فكذلك لا يكون له موجدان مشخصان، لأن أنحاء الوجود و التشخص متباينة متنافية، و الاتصاف بكل منهما يقتضي نفي الاتصاف بغيره، فكذا الحال في الاتصاف بمبدإ به وجود و تشخص، فإذا فرض لشي‌ء واحد وجودان فهما متفاسدان، إذ لا ترجيح لأحدهما على الآخر، فهذا معنى الآية لا الذي توهمه‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست