responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 225

حتى نفس ذلك السالك، فإنه قد تبدل وجوده الظلماني بوجود نوراني مطهرا مذهوبا عنه رجس الجاهلية، فيكون في جنة عَرْضُهَا السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ‌، و بهذا الوجه يسمى خازن الجنة الرضوان، لأن الإنسان ما لم يبلغ إلى هذا المقام من الرضا لا يدخل الجنة و لا يصل إلى دار الكرامة و القرب، كما ورد في الحديث الإلهي من لم يرض بقضائي و لم يصبر على بلائي فليعبد ربا سوائي و ليخرج من أرضي و سمائي، و قال تعالى: وَ رِضْوانٌ مِنَ اللَّهِ أَكْبَرُ، ثم بعد هذا المقام لا بد أن ينتفي عن السالك القدرة، حتى لا يرى لنفسه حولا و لا قوة و قدرة مغايرة لقدرة الحق و قوته التي لا يخرج منها شي‌ء من المقدورات، فيكون في مقام التوكل‌ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ‌، و هو مقام التفويض‌ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ‌، ثم بعد ذلك لا بد أن ينتفي منه صفة العلم لاضمحلال علمه في علم اللّه الذي‌ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَ لا فِي الْأَرْضِ‌، كما في قوله حكاية عن الملائكة الذين انخرطت علومهم في علم اللّه: لا عِلْمَ لَنا إِلَّا ما عَلَّمْتَنا، و هو مقام التسليم كما قال: وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً، و قوله: فَسَلامٌ لَكَ مِنْ أَصْحابِ الْيَمِينِ‌، و قوله: سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ‌، ثم بعد ذلك لا بد أن ينتفي وجوده الذي به يوجد الآن في وجود الحق الذي به يوجد كل شي‌ء و يقوم، و بنوره يظهر كل ظل و في‌ء و يدوم، حتى لا يكون له في نفسه عند نفسه وجود، و هذا مقام أهل الوحدة، و هو أجل المقامات و أفضلها أعني الفناء في التوحيد، «اولئك الذين‌ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصَّالِحِينَ‌، قوله: لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ ... وَ يَبْقى‌ وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ» فهذه نهاية درجة السالكين إلى اللّه «و ليس وراء عبادان قرية».

و أما من لم يسلك سبيل أهل الوحدة و العرفان، و كانت أفعاله على حسب إرادته و مقتضى طبعه كان كما أشير إليه بقوله تعالى: وَ لَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ وَ مَنْ فِيهِنَ‌، فيصير لا محالة ممنوعا عما استدعاه هواه، محجوبا عن مقتضى طبعه و مشتهاه، كما قال: وَ حِيلَ بَيْنَهُمْ وَ بَيْنَ ما يَشْتَهُونَ‌، فوقع في سخط اللّه و نار غضبه، «أَ فَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللَّهِ كَمَنْ‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست