responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 224

المشهد الحادي عشر في الإشارة إلى درجات الجنان و دركات النيران‌

قال بعض المحققين: الخلق اتصف أولا بالوجود، ثم بالعلم، ثم بالقدرة، ثم بالإرادة، ثم بالفعل، و حيث يكون المعاد عودا إلى الفطرة الأصلية و رجوعا إلى البداية في النهاية، فلا بد أن ينتفي منه هذه الصفات على التدريج و الترتيب المعاكس للترتيب الأول الحدوثي، فالسالك إلى اللّه تعالى بقدم الإيمان و نور العرفان لا بد ان ينتفي منه أولا الفعل، و هو مرتبة التقوى و الزهد في الدنيا، ثم لا بد أن ينتفي منه الاختيار، و لم يبق فيه إرادة و اختيار، بل يستهلك إرادته في إرادة اللّه، «وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ»، لأن جميع الأشياء صادرة عنه تعالى على أبلغ وجه و أحكم نظام، فإذا تقرر له هذا المقام و استقام فيه، رضي بالقضاء و حصل له مقام الرضا و استراح له من كل هم و غم، لأنه رأى الأشياء كلها في غاية الجودة و الحسن و النظام و التمام، و رأى رحمة اللّه‌ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‌ءٍ بل رأى في كل شي‌ء وجه الحق الباقي، و رأى الحسن المطلق و الجمال المطلق متجليا عليه و على كل شي‌ء فيكون مبتهجا به ملتذا راضيا، فإن من رأى صورة جملة العالم مكشوفة لديه، حاضرة عنده حضورا علميا على أحسن ترتيب و خير نظام و أجود نسق و تمام، من جهة العلم بأسبابه و مباديه الآخذة من عند اللّه، و عند ذلك قد تبدلت عليه صور الأشياء عما كانت هي عليه عنده أولا، فصارت الأرض غير الأرض و السماوات غير السماوات، و هكذا كل شي‌ء

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست