responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 223

المنافر، فإن لكل من هذه التسعة عشر مدخلا في إنارة نار الجحيم التي منشؤها ثوران حرارة جهنم الطبيعة و شهواتها التي هي نيرانات كامنة اليوم عن نظر الخلائق، و ستبرز يوم القيامة بحيث يراها الناس محرقة للجلود مذيبة للأبدان، قطاعة «نَزَّاعَةً لِلشَّوى‌ تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَ تَوَلَّى‌، وَ أَمَّا الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً»، و الإنسان ما دام كونه محبوسا في الدنيا بهذه المحابس الداخلية و الخارجية التي باطنها مملوءا بنار الجحيم، مسجونا بسجن الطبيعة مقبوضا أسيرا في أيدي المدبرات العلوية التسعة عشر، و المؤثرات السفلية التسعة عشر، لا يمكنه الصعود إلى عالم الجنان و دار الحيوان و منبع الروح و الريحان، فهو لا يزال معذب بعذاب الجحيم محترق بنار الحميم مقيد بالسلاسل و الأغلال كالأسارى و العبيد، و حاله كما أفصح اللّه عنه بقوله:

خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ‌، لعدم استكمال نفسه بالعلم و العمل، ليصير كالأحرار خلاصا عن الأسر و القيد، و لذا وقع التعليل بترك العلم و العمل في قوله: إِنَّهُ‌ أي لأنه‌ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ وَ لا يَحُضُّ عَلى‌ طَعامِ الْمِسْكِينِ‌، فالأول إشارة إلى ترك العلم، و الثاني إلى ترك العمل الصالح، فإذا انتقل من هذا العالم إلى عالم الآخرة التي هي في داخل حجب السماوات و الأرض كما مر ينتقل من السجن إلى السجين، و كان هاهنا أيضا مسجونا محاطا بالجحيم، و لكن لا يحس بألم السجن و عذاب الحبس، فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ وَ لا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ‌، فإذا كشف عنه الغطاء أحس بذلك و انتقل العذاب من باطنه في الدنيا إلى ظاهره في الآخرة، فيؤديه المالك إلى أيدي هذه الزبانية التسعة عشر التي هي من نتائج تلك المدبرات الكلية، فيتعذب في الآخرة بها، كما كان يتعذب بها في الدنيا من حيث لا يشعر، و من كان على هدى من ربه مستويا على صراط مستقيم صراط اللّه‌ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ، فيسلك سبيل اللّه بنور الهداية بقدمي العلم و العمل يصل إلى دار السلام و يسلم من هذه المعذبات و المهلكات، و يتخلص عن رق الدنيا و أسر الشهوات، «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ وَ رَجُلًا سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ».

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 223
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست