responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 160

فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولًا، قد تشعب أقوال العلماء و أئمة التفسير، و اختلفت آرائهم في أن المراد من هذه الأمانة المخصوص يحملها الإنسان ما ذا، فقائل إن المراد منها هو العقل فينتقض بالملك، و قائل إنه التكليف فهو منقوض بالجن، لأنه مساهم للإنسان في كونه مكلفا، و قائل إنه التركيب بين الروح و الجسد فنوقض بالفلك، و قائل إنه الهيئة الاجتماعية الحاصلة من اجتماع القوى الفاعلة و المنفعلة و النفسانية و البدنية المدركة بأنواع الإدراكات الحسية و الخيالية و الوهمية و العقلية المحركة بأنواع الحركات الفكرية و الإرادية و الطبيعية و الكمية و الكيفية و الأينية و الوضعية، و بالجملة كون الذات الواحدة بحيث يوجد فيها أنموذج سائر الأشياء، و هو أيضا كما ترى لانتفاضه بصورة العالم الكبير، لأنه أيضا شخص واحد له وحدة طبيعية، و لأن شبه الجمعية المذكورة يوجد في بعض الحيوانات التامة الحواس سيما عند من يرى أن لها نفسا مدركة للكليات، على أنه قد أهمل في كل من هذه الاحتمالات رعاية معنى الأمانة و مؤداها، من كونها عارية مدة من الزمان ثم مردودة إلى أهلها و صاحبها. و تحقيق هذا المقام يستدعي تمهيد قاعدة، و هي أن جميع الموجودات سوى الإنسان له حد خاص من قسط الوجود لا يتعداه، و كل له مقام معلوم، لا يتجاوزه، و هو له ثابت بالفعل ليس فيه قوة الانتقال من طور إلى طور و من كون إلى كون، فالفلك في فلكيته، و الملك في ملكيته، و الشيطان في شيطنته، و الجماد في جماديته و النبات في نشوه و نمائه، و الحيوان في شهوته و غضبه، كل منها في غاية ما له من الكمال و الفعلية و التمام، و أما الإنسان الكامل فإنه في كل ما له من الكمالات بلغ إليه ما بين صرافة القوة و محوضة الفعل، كما هو شأن المتحرك بما هو متحرك، أ لا ترى أنه ضعيف الجسمية ليس كالجبال و المعادن، و أنه ضعيف النباتية ليس كالأشجار في قوة التغذية و التنمية و التوليد، و أنه ناقص الحيوانية ليس كالأسد و الفيل و الحية و الطير و غيرها من الحيوانات التامة في قوة

صدرالدين شيرازى، محمد بن ابراهيم، اسرار الآيات ( تحقيق خواجوى )، 1جلد، انجمن اسلامي حكمت و فلسفه اسلامي - تهران، چاپ: اول، 1360 ه.ش.

أسرار الآيات و أنوار البينات ؛ النص ؛ ص161

 

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 160
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست