responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 159

و يتغذى بذكر اللّه و طاعته و الشوق إلى لقائه الكريم فيتقوى فيه النور الإلهي و يتجوهر به، و لأجل ذلك يزداد الجذبة الإلهية، و في تجوهره يحصل له نوع من الفناء عن وجوده و البقاء بنور ربه فهو في كل انتشاء بنشأة و تطور بطور بمثابة ميت ذاق الموت و البعث، فكأنه مات عن نشأة ثم بعث إلى ربه في نشأة أخرى و أحياه اللّه بنور ربه، كما قال تعالى: أَ وَ مَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَ جَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ لَيْسَ بِخارِجٍ مِنْها، فهذا الموت الذي استحق به الروح الإنساني الأحياء بنور اللّه، إنما استفاده من جهة النفس الحيوانية التي هي ذائقة الموت على الوجه المذكور، و لذلك عقبه بقوله: وَ نَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَ الْخَيْرِ فِتْنَةً، أي نبلوكم بما فيهما من موت النفس و حياة الروح، فالأول كالمكروهات من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الأنفس و الثمرات و سائر ما تسمونه شرا، و فيها موت النفس و حياة القلب، و الثاني كالمحبوبات التي تسمونها خيرا، و هي الشهوات من النساء و البنين و القناطير المقنطرة من الذهب و الفضة و الخيل المسومة و الأنعام و الحرث، و فيها حياة النفس و موت القلب، ففي كلتا الحالتين ابتلاء، فمن صبر على موت النفس بالمكروهات فله البشارة بحياة القلب و اطمينان النفس، و لها حينئذ استحقاق الرجوع إلى ربها بجذبة ارجعي إلى ربك باللطف و الكرامة، كما قال: وَ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ‌.

فقد ظهر مما ذكرناه أن الإنسان السعيد السالك إلى صراط اللّه المستقيم الواصل إلى درجة الواصلين، هو الذي حصل له في كل وقت من أوقات حياته الطبيعية له موت و بعث و حشر إلى اللّه تعالى، حتى ينتهي به الغاية و المنتهى و الرجوع إلى المبدإ الأعلى، و أن قوله: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَ إِنَّهُمْ مَيِّتُونَ‌ محمول على الحقيقة من غير حاجة إلى التأويل كما فعله المفسرون.

(4) قاعدة في الكشف عن ماهية الإنسان الحقيقي مظهرا لاسم اللّه و خليفة الرحمن‌

قال اللّه تعالى: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ‌

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 159
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست