responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 136

لقوله: فَجَعَلْناهُ سَمِيعاً بَصِيراً، ثم يصير إنسانا بشريا متفكرا متصرفا في الأمور، لقوله: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً، و قوله: أَ كَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا، ثم يصير إنسانا معنويا ذا نفس ناطقة، لقوله: ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ‌، ثم يصير إن ساعده التوفيق و العناية جوهرا قدسيا و روحا إلهيا، لقوله: فَإِذا سَوَّيْتُهُ وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ ساجِدِينَ*.

و أول ما يظهر فيه قوة النزاع الموجودة في النبات و الحيوان و هو الميل إلى الملائم ميلا بالطبع، ثم قوة تناول الموافق و دفع المخالف، و هي قوة الشهوة و النفره، ثم الإحساس ثم التخيل ثم التصور ثم التفكر ثم التعقل النفساني التفصيلي ثم العقل البسيط الإجمالي، لكنه لم يصر إنسانا إلا بالفكرة و بالعقل الذي به يتميز في الجملة بين الحلال و الحرام في الأفعال، و بين الخير و الشر في الذوات، و الجميل و القبيح في الصفات، و هو أول درجة الإنسانية.

و إلى العقل أشار بقوله تعالى: وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ*، فالإنسان صار بعقله معدن العلم و مركز الحكمة، و وجود العقل فيه في ابتداء الأمر بالقوة، كوجود النار في الحجر المحتاج في أن يوري إلى القدح و كوجود النخل في النواة المحتاج في أن يثمر إلى غرس و سقي، و نفس الإنسان واقعة بين عالمين عالم الملكوت و عالم الملك، بل بين قوتين قوة العقل و قوة الشهوة، فبقوة الشهوة يحرص على تناول اللذات و المشتهيات البهيمية و السبعية، و بقوة العقل يحرص على تناول العلوم الحكمية و الأفعال الجميلة، و إلى هاتين القوتين أشار بقوله: إِنَّا هَدَيْناهُ السَّبِيلَ إِمَّا شاكِراً وَ إِمَّا كَفُوراً، و الأغلب على أكثر الناس هي قوة الشهوة و الميل إلى الدنيا، و لذلك قال تعالى: كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعاجِلَةَ وَ تَذَرُونَ الْآخِرَةَ، و لذلك قال صلى اللّه عليه و آله: حفت الجنة بالمكاره و حفت النار بالشهوات، و لأجله لا يستغني أكثر الناس في سلوك طريق الآخرة عن سياسة قاهر زاجر إياه، حتى ورد أنه قال عليه السلام: يا عجبا لقوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل.

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 136
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست