responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 135

فإذن نقول في بيان أن الإنسان مطابق للعالم: إن فيه أشياء هي أمثال ما في العالم الكبير، ففيه أشياء كالعناصر من حيث ما فيه من الحرارة و البرودة و الرطوبة و اليبوسة، أو من حيث ما فيه الدم و البلغم و الصفراء و السوداء، و إليه الإشارة بقوله تعالى: إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنْسانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشاجٍ‌، أي مختلطة من قوى أمور مختلفة، و فيه أشياء كالمعادن و الجبال من حيث ما فيه من العظام و الأعضاء، و شي‌ء كالنبات من حيث ما يتغذى و ينمو و يولد، و شي‌ء كالبهيمة من حيث ما يحس و يتخيل و يلتذ و يتألم و يشتهي و يغضب، و شي‌ء كالسباع من حيث ما يحارب و يصول، و كالشيطان من حيث ما يغوي و يضل، و كالملائكة من حيث ما يعرف اللّه و يعبده و يهلله و يحمده و يسبحه و يقدسه، و كاللوح المحفوظ لقوة حفظه لمدركات الأشياء أو من حيث ما جعله مجمع الحكم التي كتبها فيه على سبيل الاختصار.

و قد ذكر بعض الحكماء أن في بدن الإنسان أربعة آلاف حكمة و في نفسه قريبا من ذلك، و كالقلم من حيث ما يستحضر و يستثبت صور المعقولات في نفسه على وجه التفصيل بقوة عقله البسيط الذي كمن فيه الكل على وجه الإجمال، أو من حيث ما يثبت بكلامه صور الأشياء في قلوب الناس، كما أن القلم يثبت الحكم و العلوم في اللوح المحفوظ و قلوب الملائكة، و لأجل صحة المطابقة بين الإنسان و العالم قال: ما خَلْقُكُمْ وَ لا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ واحِدَةٍ.

(9) قاعدة في ذكر تكون الإنسان شيئا فشيئا حتى يصير إنسانا كاملا

الإنسان يتكون أولا من أمر عدمي، و هي قوة هيولانية، و إليه الإشارة هَلْ أَتى‌ عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً، و يتكون أيضا جمادا ميتا، لقوله تعالى: كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ‌، و ذلك حيث كان ترابا و طينا و صلصالا و نحوها، ثم يصير نباتا ناميا لقوله تعالى: وَ اللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً، و ذلك حيث ما كان نطفة و علقة و مضغة، ثم يصير حيوانا

نام کتاب : أسرار الآيات و أنوار البينات نویسنده : الملا صدرا    جلد : 1  صفحه : 135
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست