الحدوث الدهريّ: كون
الماهيّة الموجودة المعلولة 1 مسبوقة بعدمها المتقرّر في مرتبة علّتها، بما أنّها
ينتزع عدمها بحدّها عن علّتها، و إن كانت علّتها واجدة لكمال وجودها بنحو أعلى و
أشرف؛ فعلّتها 2 قبلها، قبليّة لا تجامع بعديّة المعلول، بما أنّ عدم الشيء لا
يجامع وجوده.
و القدم الدهريّ: كون
العلّة غير مسبوقة بالمعلول هذا النحو من السبق. 3
و قد اتّضح بما بيّنّاه:
أنّ: تقرّر عدم المعلول في مرتبة العلّة، لا ينافي ما تقرّر في محلّه، أنّ العلّة
تمام وجود معلولها و كماله؛ لأنّ المنفيّ من مرتبة وجود العلّة هو المعلول بحدّه،
لا وجوده من حيث إنّه وجود مأخوذ عنها؛ و لا مناص عن المغايرة بين المعلول بحدّه
1- قوله قدّس سرّه: «كون
الماهيّة الموجودة المعلولة»
يشير إلى أنّ هذا النوع من
الحدوث مثل الحدوث الذاتيّ في أنّ اللاحق اعتبر وجودا مستقلّا كالسابق. و ذلك
بخلاف الحدوث بالحقّ، حيث إنّ اللاحق فيه وجود رابط.
2- قوله قدّس سرّه:
«فعلّتها»
في النسخ: «فعلّيّتها»، و
الصحيح ما أثبتناه.
3- قوله قدّس سرّه:
«القدم الدهريّ كون العلّة غير مسبوقة بالمعلول هذا النحو من السبق»