الحدوث بالحقّ مسبوقيّة
وجود المعلول بوجود علّته التامّة، باعتبار نسبة السبق و اللحوق بين الوجودين 1،
لا بين الماهيّة الموجودة للمعلول و بين العلّة 2، كما في الحدوث الذاتيّ.
و ذلك أنّ حقيقة الثبوت
و التحقّق في متن الواقع، إنّما هو للوجود، دون الماهيّة؛ و ليس للعلّة- و خاصّة
العلّة المطلقة 3 الواجبة التي ينتهي ................ ..
1- قوله قدّس سرّه: «بين
الوجودين»
اللّام للعهد، أي: بين
وجود المعلول و وجود العلّة و لكن بما أنّ الأوّل وجود رابط و الثاني وجود مستقلّ،
كما سيصرّح قدّس سرّه بذلك.
2- قوله قدّس سرّه: «لا
بين الماهيّة الموجودة للمعلول و بين العلّة»
كلّ ذي ماهيّة فهو موجود
مستقلّ، لما تقدّم في الفصل الأوّل من المرحلة الثانية، من أنّ الوجودات الرابطة
لا ماهيّة لها، ففي الحدوث الذاتيّ تكون نسبة السبق و اللحوق بين موجودين مستقلّين
غير رابطين. و أمّا في الحدوث بالحقّ فالنسبة إنّما هي بين وجود رابط و وجود
مستقلّ، حيث إنّ المعلول وجود رابط موجود في المرتبط به، و هو العلّة و متقوّم به
لا استقلال له بوجه من الوجوه، و بعبارة أخرى: هو شأن من شؤون العلّة و تجلّ من
تجلّياته.