و الّذي يصحّ أن يؤخذ في
تعريف الحدوث و القدم 4 من معاني السبق و أنواعه المذكورة أربعة، هي: السبق
الزمانيّ، و السبق العلّيّ، و السبق الدهريّ، و السبق بالحقّ.
فأقسام القدم و الحدوث
أربعة: القدم و الحدوث الزمانيّان؛ و القدم و الحدوث العلّيّان، و هو المعروف بالذاتيّين؛
و القدم و الحدوث بالحقّ؛ و القدم و الحدوث الدهريّان.
و نبحث عن كلّ منها
تفصيلا.
4- قوله قدّس سرّه:
«الّذي يصحّ أن يؤخذ في تعريف الحدوث و القدم»
صرّح قدّس سرّه في تعليقته
على الأسفار ج 3، ص 250 بأن الحدوث يتنوّع بتنوّع أقسام التقدّم و التأخّر. فلعلّ
مراده من الصحّة هنا هي الصحّة باعتبار الفائدة المقصودة، فما سوى الأربعة
المذكورة من معاني السبق و إن أمكن أن يؤخذ في تعريف الحدوث و القدم إلّا أنّه لا
يصحّ لكونه لغوا لا يترتّب عليه فائدة، و من شرائط صحّة التقسيم أن يكون له فائدة.
و يمكن أن يكون وجه حصر
الأقسام في الأربعة استقراء ما ذهب إليه القوم من أقسام الحدوث و القدم. و لا
يخفى: أنّ الوجه الأوّل أنسب و أولى.