إذا كان الماضي من زمان
وجود شيء، أكثر ممّا مضى من زمان وجود شيء آخر 1- كزيد مثلا يمضي من عمره خمسون
و قد مضى من عمر عمرو أربعون- سمّي الأكثر زمانا عند العامّة قديما، و الأقلّ
زمانا حادثا. و المتحصّل منه: أنّ القديم هو الّذي كان له وجود في زمان لم يكن
الحادث موجودا فيه بعد، أي إنّ الحادث مسبوق الوجود بالعدم في زمان كان القديم فيه
موجودا، بخلاف القديم.
و هذان المعنيان
المتحصّلان إذا عمّما 2 و اخذا حقيقيّين 3، كانا من الأعراض الذاتيّة للموجود من
حيث هو موجود؛ فانقسم الموجود المطلق إليهما، و صار البحث عنهما بحثا فلسفيّا.
فالموجود ينقسم إلى قديم
و حادث. و القديم ما ليس بمسبوق الوجود بالعدم، و الحادث ما كان مسبوق الوجود
بالعدم.
1- قوله قدّس سرّه:
«أكثر ممّا مضى من زمان وجود شيء آخر»
هذا هو الصحيح، بخلاف ما في
النسخ من قوله قدّس سرّه: «أكثر ممّا مضى من وجود شيء آخر».
2- قوله قدّس سرّه: «إذا
عمّما»
أي: لغير السبق و اللحوق
الزمانيّين.
3- قوله قدّس سرّه:
«اخذا حقيقيّين»
أي: لا إضافيّين و بالنسبة
إلى زمان خاصّ، بل اخذا مطلقين.