و المعيّة بالعلّيّة
كمعلولي علّة واحدة تامّة. و لا تتحقّق معيّة بين علّتين تامّتين، حيث لا تجتمعان
على معلول واحد. و الحال في المعيّة بالحقيقة و المجاز، و في المعيّة بالحقّ،
كالحال في المعيّة بالعلّيّة. 9
و المعيّة بالدهر كما في
جزئين من أجزاء مرتبة من مراتب العين 10، لو فرض فيها كثرة. 11
كهذا الواحد و ذاك الواحد،
فإنّهما معان بالنسبة إلى وجود الاثنين. و احترز بالمتساويين عن مثل المادّة و
الصورة، حيث إنّهما جزءان للجسم و هما غير متساويين، لأنّ الصورة شريكة العلّة
للمادّة، فليستا معا.
9- قوله قدّس سرّه:
«كالحال في المعيّة بالعلّيّة»
في أنّه إنّما تتحقّق
المعيّة في اللاحق دون السابق. فوجود الجسم متقدّم بالحقيقة على ماهيّة الجسم و
على ماهيّة الكمّ- الجسم التعليميّ- و هاتان الماهيّتان معان في تأخّرهما عن وجود
الجسم، و وجود الكمّ و الكيف في التفّاحة مثلا متقدّم على ماهيّتيهما و هما معان
في التأخّر عن وجود التفّاحة، و كذا وجود السماء و الأرض معان بالحقّ في تأخّرهما
عن وجوده تعالى.
10- قوله قدّس سرّه:
«كما في جزئين من أجزاء مرتبة من مراتب العين»
أي: من أجزاء مرتبة من مراتب
التشكيك الطوليّ، سواء كانا متساويين في الكمال كالماء و التراب، أم مختلفين
كالإنسان و التراب.
11- قوله قدّس سرّه: «لو
فرض فيها كثرة»
كأن تكون هناك عقول
عرضيّة، كما يراه الإشراقيّون، أو يكون لكلّ أمر مادّيّ مثال يخصّه في عالم
المثال، كما هو الظاهر من كلماتهم. هذا.
و لكن يبدو أن لا حاجة إلى
هذا الفرض فإنّ كلّ أمر مادّيّ مفروض مع أمر آخر كذلك معان في التأخّر بالدهر عن
عالم المثال، و الكثرة في العالم المادّيّ بديهيّة لا تحتاج إلى الفرض أو الإثبات.