و هي اشتراك أمرين في
معنى 1 من غير اختلاف بالكمال و النقص، اللذين هما التقدّم و التأخّر؛ لكن ليس كلّ
أمرين ارتفع عنهما نوع من التقدّم و التأخّر معين في ذلك النوع 2،
................ ................ ................ ..........
1- قوله قدّس سرّه: «هي
اشتراك أمرين في معنى»
المعنى هنا بمعنى: ما قام
بغيره، و هو الوصف.
2- قوله قدّس سرّه: «ليس
كلّ أمرين ارتفع عنهما نوع من التقدّم و التأخّر معين في ذلك النوع»
شروع في تبيين ما رامه من
كون الاختلاف بين السبق و اللحوق و بين المعيّة من تقابل العدم و الملكة.
و لكن لا يخفى عليك: أنّ
مقتضى ما عرّف به المعيّة أن تكون المعيّة أمرا وجوديّا، كالسبق و اللحوق. و ذلك
لأنّه فسّر كلاهما بالاشتراك في معنى، و هو أمر وجوديّ. و إنّما اختلافهما في أنّ
السبق و اللحوق هو اشتراك أمرين في معنى، مع اختلاف بينهما فيه بالكمال و النقص، و
المعيّة هو اشتراكهما فيه من دون اختلاف كذلك. فالذي يكون عدميّا ليس هو نفس
المعيّة، و إنّما هو قيد من قيودها.
فالذي أوجب الاشتباه هو
عدم الالتفات إلى الفرق البيّن بين ما كان الشيء نفسه أمرا عدميّا و بين ما كان
هو أمرا وجوديّا مقيّدا بقيد عدميّ. فهو نظير ما قد يتراءى من بعضهم، حيث عدّ
اختلاف التصوّر و التصديق من تقابل العدم و الملكة؛ نظرا إلى أنّ التصديق يستلزم