النفسانيّ على نحو
التسخير للقوى الطبيعيّة 3، كما تقدّمت الإشارة اليه. 4 و قالوا: إنّ المتوسّط بين
الطبيعة و بين الحركة هو مبدء الميل 5، ................ ...
للحركات الجوهريّة هو
الجوهر المفارق الموجد للمتحرّك و كذا الحركات العرضيّة التي يكون العرض فيها
لازما للوجود، و أنّ ما ذكره القوم إنّما يكون تامّا في خصوص الحركات العرضيّة
التي يكون العرض فيها مفارقا. فعليك بالتذكّر لما مرّ في ذلك الفصل.
3- قوله قدّس سرّه: «و
التحريك النفسانيّ على نحو التسخير للقوى الطبيعيّة»
و إلّا فالنفس في ذاتها
مجرّدة، لا مكان لها حتّى تتحرّك من مكان إلى مكان آخر.
قوله قدّس سرّه: «التحريك
النفسانيّ على نحو التسخير»
كما أنّ التحريك القسريّ
فعل للطبيعة المقسورة، و القاسر ليس إلّا معدّا لها.
قوله قدّس سرّه: «على نحو
التسخير للقوى الطبيعيّة»
و القوى الطبيعيّة كثيرة
يجمعها عنوان «القوّة العاملة»
4- قوله قدّس سرّه: «كما
تقدّمت الإشارة إليه»
في الفصل العاشر من هذه
المرحلة.
5- قوله قدّس سرّه:
«قالوا إنّ المتوسّط بين الطبيعة و بين الحركة هو مبدء الميل»
لمّا كانت الطبيعة لا تصدر
عنها الحركة في جميع أزمنة وجودها، و كانت الحركة الطبيعيّة تشتدّ كلّما قرب
المتحرّك إلى المنتهى، و الحركة القسريّة تضعف كذلك، بينما أنّ الطبيعة جوهر، و هي
عندهم لا تقبل الاشتداد و التضعّف، ذهبوا إلى حدوث كيف في الجسم به يتحرّك، يسمّى
ميلا.
قال في التحصيل ص 590: «و
يجب أن يكون في الجسم في حال ما يتحرّك معنى زائد على الطبيعة، و ذلك لأنّ الجسم
في مكانه الطبيعيّ ذو طبيعة، و لكن لا يكون ذا حركة، و هذا المعنى الزائد يسمّى
ميلا، و هو الّذي يشاهد في حال ما يتحرّك الجسم إلى مكانه الطبيعيّ من الدفع
القويّ لمعاوقه. و نسبة الميل إلى الطبيعة في حال ما يتحرّك نسبة الحرارة إلى
طبيعة النار في الإحراق. و لأنّ هذا الميل يقبل الشدّة و التنقّص في الحركات
المستقيمة، و الطبيعة لا تقبل الشدّة و التنقّص، لأنّها جوهر، فالميل ليس
بالطبيعة.» انتهى.