التي هي بالفعل من كلّ
جهة، و أفعالها. فالسكون عدم الحركة ممّا من شأنه الحركة؛ فالتقابل بينهما تقابل
العدم و الملكة.
لكن ليعلم أن ليس للسكون
مصداق في شيء من الجواهر المادّيّة 5، لما تقدّم أنّها سيّالة الوجود، و لا في
شيء من أعراضها التابعة لموضوعاتها الجوهريّة في الحركة، لقيامها بها.
نعم هناك سكون نسبيّ
للموضوعات المادّيّة، ربما تلبّست به بالقياس إلى الحركات الثانية التي في
المقولات الأربع العرضيّة: الكمّ و الكيف و الأين و الوضع.
5- قوله قدّس سرّه: «ليس
للسكون مصداق في شيء من الجواهر المادّيّة لما تقدّم أنّها سيّالة الوجود»
لا يخفى عليك: أنّ ما
تقدّم من الدليل بوجهيه لمّا كان من مقدّماته وجود الحركة في الأعراض، فالحركة
الجوهريّة التي تثبت به تختصّ بالجواهر التي لأعراضها حركة بوجه.
و الجواهر المادّيّة التي
بين أيدينا و إن كانت متحرّكة في أينها، فإنّ الأرض و القمر و الشمس و سائر
السيّارات متحرّكة، بل المجرّة بما تحتوي عليها من كواكب و نجوم متحرّكة، إلّا أنّ
هذا كلّه ليس إلّا استقراء ناقصا، لا ينفى به احتمال وجود جوهر أو جواهر مادّيّة
لا حركة لها أصلا.