الحركة و السكون لا
يجتمعان في جسم، من جهة واحدة؛ في زمان واحد؛ فبينهما تقابل. و الحركة وجوديّة،
لما تقدّم أنّها نحو الوجود السيّال؛ لكنّ السكون ليس بأمر وجوديّ؛ و لو كان
وجوديّا لكان هو الوجود الثابت 1، و هو الّذي بالفعل من كلّ جهة، و ليس الوجودات
الثابتة 2- و هي المجرّدة- بسكون و لا ذوات سكون.
فالحركة وجوديّة و
السكون عدميّ. فليس تقابلهما تقابل التضايف و لا التضادّ 3.
و ليسا بمتناقضين؛ و
إلّا صدق السكون على كلّ ما ليس بحركة 4، كالعقول المفارقة
1- قوله قدّس سرّه: «لو
كان وجوديّا لكان هو الوجود الثابت»
لأنّ توهّم كونه أمرا
وجوديّا إنّما ينشأ من توهّم كون السكون و هو مقابل الحركة، مقابلا للتغيّر الّذي
هو مقابل الثبات.
و بعبارة أخرى: إنّ الّذي
يوهم كون السكون أمرا وجوديّا ليس إلّا توهّم كونه عبارة عن الثبات.
2- قوله قدّس سرّه: «و
ليس الوجودات الثابتة»
الواو للحال.
3- قوله قدّس سرّه:
«فليس تقابلهما تقابل التضايف و لا التضادّ»
في النسخ: «تقابل التضايف
و التضادّ»، و الأولى ما أثبتناه.
4- قوله قدّس سرّه: «و
إلّا صدق السكون على كلّ ما ليس بحركة»