إنّا نجد فيما عندنا
حوادث متحقّقة بعد حوادث أخرى هي قبلها؛ لما أنّ للّتي بعد، نحو توقّف على التي
قبل، توقّفا لا يجامع معه القبل البعد- على خلاف سائر أنحاء التقدّم و التأخّر،
كتقدّم العلّة أو جزئها على المعلول- و هذه مقدّمة ضروريّة لا نرتاب فيها.
ثمّ إنّ ما فرضناه قبل،
ينقسم بعينه إلى قبل و بعد بهذا المعنى، أي بحيث لا يجتمعان؛ و كذا كلّ ما حصل من
التقسيم و له صفة قبل، ينقسم إلى قبل و بعد 1، من غير وقوف للقسمة.
فههنا كمّ متّصل غير
قارّ؛ إذ لو لم يكن كمّ، لم يكن انقسام؛ و لو لم يكن اتّصال 2، لم يتحقّق البعد
فيما هو قبل و بالعكس 3، بل انفصلا 4، و بالجملة لم يكن .....
1- قوله قدّس سرّه: «كذا
كلّ ما حصل من التقسيم و له صفة قبل ينقسم إلى قبل و بعد»
و كذا كلّ ما حصل من
التقسيم، و له صفة بعد، ينقسم إلى قبل و بعد.
2- قوله قدّس سرّه: «لو
لم يكن اتّصال»
أي: امتداد، كما مرّ في
الفصل الرابع من المرحلة السادسة عند نقد قول شيخ الإشراق.
3- قوله قدّس سرّه: «لم
يتحقّق البعد فيما هو قبل و بالعكس»
يعني: أنّ القبل ينقسم إلى
قبل و بعد، كما مرّ، فيتحقّق البعد فيما هو قبل. و هكذا ينقسم البعد إلى قبل و
بعد، فيتحقّق القبل في ما هو بعد.