تفقد بذلك كمالا تقتضيه،
فتطلب الكمال، فتسلك إليه بالحركة؛ ففاعلها الصورة و قابلها المادّة. 24 و أمّا في
الحركة القسريّة، فلأنّ القاسر ربما يزول و الحركة القسريّة على حالها، و قد بطلت
فاعليّة الطبيعة بالفعل 25، فليس الفاعل إلّا الطبيعة المقسورة.
و أمّا في الحركة
النفسانيّة، فلأنّ كون النفس مسخّرة للطبائع و القوى المختلفة 26، لتستكمل
بأفعالها، نعم الدليل على أنّ الفاعل القريب في الحركات النفسانيّة هي الطبائع و
القوى المغروزة في الأعضاء.
24- قوله قدّس سرّه:
«قابلها المادّة»
على ما مرّ في إثبات
المادّة، من أنّ القبول يلازم الفقدان فلا يتأتى من الصورة التي هي الفعليّة
الملازمة للوجدان. و لو جاز للصورة القبول لما تمّ برهان القوّة و الفعل لإثبات
المادّة.
25- قوله قدّس سرّه: «و
قد بطلت فاعليّة الطبيعة بالفعل»
أي: بطلت فاعليّتها بالطبع
بالفعل، و ذلك لقسر القاسر إيّاها على ما لا يقتضيه طبعها.
26- قوله قدّس سرّه:
«فلأنّ كون النفس مسخّرة للطبائع و القوى المختلفة»