قد تبيّن 2 أنّ الموضوع
لهذه الحركات هو المادّة. هذا إجمالا. أمّا تفصيله فهو أنّك قد عرفت 3 أنّ في مورد
الحركة مادّة و صورة، و قوّة و فعلا؛ و قد عرفت في مباحث ................
................ ................ ................ ...
الحركة، إن كانت لأجل أن
تنحفظ به وحدة الحركة و لا تنثلم بطروّ الانقسام عليها و عدم اجتماع أجزائها في
الوجود؛ فاتّصال الحركة في نفسها و كون الانقسام وهميّا غير فكّي كاف في ذلك، و إن
كانت لأجل أنّها معنى ناعتيّ يحتاج إلى أمر موجود لنفسه حتّى يوجد له و ينعته، كما
أنّ الأعراض و الصور الجوهريّة المنطبعة في المادّة تحتاج إلى موضوع كذلك، توجد له
و تنعته؛ فموضوع الحركات العرضيّة أمر جوهريّ غيرها، و موضوع الحركة الجوهريّة نفس
الحركة، إذ لا نعني بموضوع الحركة إلّا ذاتا تقوم به الحركة و توجد له، و الحركة
الجوهريّة لمّا كانت ذاتا جوهريّة سيّالة كانت قائمة بذاتها، موجودة لنفسها، فهي
حركة و متحرّكة في نفسها.» انتهى.
أقول: كيف يمكن أن تكون
المادّة و هي قوّة محضة لا فعليّة لها إلّا بفعليّة الصورة موضوعا ثابتا للحركة مع
أنّها تابعة للصورة متقوّمة بها؟!
قال صدر المتألّهين قدّس
سرّه في الأسفار ج 3، ص 63: «و تحقيق هذا المقام أنّه لمّا كانت حقيقة الهيولى هي
القوّة و الاستعداد كما علمت، و حقيقة الصورة الطبيعيّة لها الحدوث التجدّديّ، كما
سينكشف لك زيادة الانكشاف، فللهيولى في كلّ آن صورة أخرى بالاستعداد، و لكلّ صورة
هيولى أخرى يلزمها بالإيجاب، لما علمت أنّ الفعل مقدّم على القوّة، و تلك الهيولى
أيضا مستعدّة لصورة أخرى غير الصورة التي توجبها لا بالاستعداد، و هكذا؛ لتقدّم
الصورة على المادّة ذاتا و تأخّر هويّتها الشخصيّة عنها زمانا؛ فلكلّ منهما تجدّد
و دوام بالاخرى لا على وجه الدور المستحيل.» انتهى.