الفصل الثامن في أنّه لا
مؤثّر في الوجود 1 بحقيقة معنى الكلمة 2 إلّا اللّه سبحانه
قد تقدّم أنّ العلّيّة و
المعلوليّة سارية في الموجودات 3؛ فما من موجود إلّا و هو علّة
1- قوله قدّس سرّه: «في
أنّه لا مؤثّر في الوجود»
المؤثّر هو الفاعل: فهذا
الفصل كالفصلين السابقين يبحث فيه عن أحكام الفاعل.
2- قوله قدّس سرّه:
«بحقيقة معنى الكلمة»
لا يخفى عليك: اختلاف
المراد من هذا القيد في ما يشير إليه من النظرين. فعلى النظر الأوّل: المراد من
المؤثّر بحقيقة معنى الكلمة هو الفاعل المفيض الّذي منه الوجود، و يقابل الفاعل
المعدّ، و هو الّذي به الوجود. و على الثاني: المراد منه الفاعل غير المسخّر، و هو
المؤثّر الّذي ليس معلولا، في مقابل الفاعل المسخّر، الّذي هو و فعله فعل لفاعل
آخر.
3- قوله قدّس سرّه: «قد
تقدّم أنّ العلّيّة و المعلوليّة سارية في الموجودات»
لا يخفى عليك: أنّ المصنّف
قدّس سرّه تصدّى لإثبات المطلوب على مشرب صدر المتألّهين قدّس سرّه- و هو الّذي
سمّاه بالنظر الدقيق في الفصل الرابع عشر من المرحلة الثانية عشرة- و على مذهب
المشّائين. و قد قدّم على ذلك مقدّمة تحتوي على أمور مشتركة بين كلا المذهبين و
هي:
أ- العلّيّة و المعلوليّة
سارية في الموجودات.
ب- سلسلة العلل تنتهي إلى
الواجب تعالى.
ج- و الواجب تعالى واحد وحدة
يستحيل معها فرض التكثّر. و ما عداه ممكن وجب