الأخير 12، في أنّه ليس
يوجد إلّا و يوجد آخر وراءه من قبل، كانت الآحاد اللامتناهية بأسرها يصدق عليها
أنّها لا تدخل في الوجود ما لم يكن شيء من ورائها موجودا من قبل. فإذن بداهة
العقل قاضية بأنّه لا بدّ من أن يوجد في تلك السلسلة شيء 13 لم يوجد شيء قبله،
حتّى يوجد شيء ما بعده. (الأسفار، ج 2، ص 166)
و هناك حجج أخرى أقيمت
على استحالة التسلسل لا يخلو أكثرها من مناقشة.
تنبيه: [جريان البرهان
في صورتي التصاعد و التنازل]
14 قال بعضهم: 15 «إنّ
معيار الحكم بالاستحالة في كلّ من البراهين التي أقيمت على استحالة التسلسل هو
استجماع شرطي الترتّب و الاجتماع في الوجود
12- قوله قدّس سرّه: «و
هو كالواحد الأخير»
هكذا جاء في القبسات،
بخلاف ما في النسخ من قوله قدّس سرّه: «كالواحد» فقط.
13- قوله قدّس سرّه:
«بداهة العقل قاضية بأنّه لا بدّ من أن يوجد في تلك السلسلة شيء»
جاء في الأسفار، بطبعتيه
القديمة و الحديثة، و القبسات ما نصّه: «بداهة العقل قاضية بأنّه من أين يوجد في
تلك السلسلة شيء حتّى يوجد شيء ما بعده» و لكن يبدو أنّ الصحيح في العبارة:
«بداهة العقل قاضية بأنّه لا بدّ من أن يوجد في تلك السلسلة شيء لم يوجد قبله شيء،
حتّى يوجد شيء ما بعده». و أنّ الغلط نشأ من تصحيف النسّاخ.
يشهد لذلك ما في شرح غرر
الفرائد للحكيم السبزواري قدّس سرّه من قوله: «فإذن بديهة العقل تحكم بأنّه ما لم
يوجد في تلك السلسلة شيء لم يوجد شيء قبله، لا يوجد شيء بعده.» انتهى.
14- قوله قدّس سرّه: «تنبيه»
لا يخفى عليك: أنّه كان
الأولى تقديم التنبيه الآتي على هذا التنبيه؛ لأنّ التنبيه الآتي متضمّن لبيان
اشتراط شرطي الترتّب و الاجتماع في الوجود بالفعل، و ما جاء في هذا التنبيه من
متفرّعات ذلك الاشتراط على ما زعمه السيّد المحقّق الداماد قدّس سرّه.