وجود علّته التامّة،
لجاز عدمه؛ و لو فرض عدمه مع وجود العلّة التامّة، فإمّا أن تكون علّة عدمه- و هي
عدم العلّة- متحقّقة و علّة وجوده موجودة 3، كان فيه اجتماع النقيضين، و هما علّة
الوجود و عدمها؛ و إن لم تكن علّة عدمه متحقّقة كان في ذلك تحقّق عدمه من غير
علّة، و هو محال.
و كذا لو لم يجب عدمه
عند عدم علّته 4 لجاز وجوده؛ و لو فرض وجوده مع تحقّق علّة عدمه- و هي عدم علّة
الوجود- فإن كانت علّة الوجود موجودة، اجتمع النقيضان، و هما علّة الوجود و عدمها
الّذي هو علّة العدم؛ و إن لم تكن علّة الوجود موجودة، لزم وجود المعلول مع عدم
وجود علّته.
برهان آخر: 5 لازم توقّف
وجود المعلول على وجود العلّة، امتناع وجود المعلول
كما أنّه علّة بوجوده
لوجود المعلول، كذلك هو علّة لعدم المعلول. و في الحقيقة هذا الاستدلال مصادرة؛
لأنّ انحصار علّة عدم المعلول في عدم علّة الوجود لا يتمّ إلّا بعد إثبات وجوب
وجود المعلول عند وجود علّته التامّة.
3- قوله قدّس سرّه: «و
علّة وجوده موجودة»
الواو للمحال.
4- قوله قدّس سرّه: «و
كذا لو لم يجب عدمه عند عدم علّته»