______________________________
ولاية ولاة أمره، و الرسالة و الولاية داخلتان في الإيمان بالله، و لهذا لم
يذكرهما لأنهما متلازمان كما في الآيات في قوله تعالى إِنَّما وَلِيُّكُمُ
اللَّهُ وَ رَسُولُهُ" و الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ
الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ[1] و في قوله تعالى أَطِيعُوا
اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ[2] و غير ذلك من
الآيات، بل القرآن أكثره فيهم كما يظهر من الأخبار المتواترة عن الأئمة الطاهرين «و كفرت
بالجبت و الطاغوت و اللات و العزى» و هم أئمة الجور بالترتيب لعنهم الله «و عبادة
الشيطان» في متابعتهم «و عبادة كل ند يدعى من دون الله» من بني أمية و بني
العباس و متكلميهم و فقهائهم.
و هكذا ينبغي أن تفهم من
عبارات الأدعية و غيرها، فإنه لما لم يمكن بسبب التقية تسميتهم في نسبة الكفر و
البراءة منهم و اللعن عليهم كنوا عنهم بأسماء الأوثان التي كانت تعبدها العرب، و
ظاهر أنه لم يبق في أزمنة الأئمة صلوات الله عليهم من الأوثان رسم و لا أثر حتى
يحتاج إلى الكفر و البراءة منها، و إنما شاع آثار هذه الأوثان رسم و لا أثر حتى
يحتاج إلى الكفر و البراءة منها، و إنما شاع آثار هذه الأوثان التي ابتدعوها بعد
الرسول المختار صلى الله عليه و آله و سلم كما كنى عن العمرين في دعاء صنمي قريش
بالجبتين و الطاغوتين، بل الظاهر و الشائع من الأخبار عن الأئمة الأطهار سلام الله
عليهم أن كلما ورد في الآيات من الجبت و الطاغوت و غيرهما فهم المراد منها و إن
شئت التفصيل فلاحظ الكافي، و بصائر الدرجات، و المحاسن، و غيرها بل الظاهر من
الأخبار أنه لا تحصل الولاية إلا بالبراءة منهم و من أتباعهم، و لهذا لم يرد دعاء
يذكر فيه الولاية إلا و هي متبعة بالبراءة فتدبر.