______________________________
المسجد أولى مع المكان.
و يمكن حمل خبر المفضل
على أن البعيد و إن استقبل الكعبة فهو متوجه إلى الحرم غالبا لأنه لا يمكن للكل أن
يتوجهوا إلى الكعبة ضرورة و إن كان بالنسبة إلى الحرم أيضا كذلك لكن يمكن أن يكون
مقابلا للحرم بالمشاهدة الحسية لأنه كلما ازداد الشيء بعدا ازداد محاذاة، و
المحاذاة بالنظر إلى الحرم أظهر هذا بحسب الواقع، و أما بحسب الظاهر فإنه مكلف بأن
يتوجه إلى الجهة و الجهة بالنظر إلى الكعبة و الحرم واحدة.
إلا أن يقال في تفسير
الجهة أنها الطرف الذي يظن أن الكعبة فيه و يكون مقابلا له، فعلى هذا يكون الظن في
الحرم أقوى و الظاهر أن القبلة هو الطرف الذي يظن كون الكعبة فيه لا أصل الكعبة، و
لا أصل الحرم و الطرف متساو بالنظر إليهما و لا يحتاج إلى ضبطه بالدائرة الهندية و
الأصطرلاب و غيرهما و لا يصل العلم منهما فإن الرصد للزيج القديم مخالف للجديد
غاية الاختلاف كما يظهر من التتبع، نعم الظن الذي يحصل منهما أقوى من غيرهما، و
الذي يظهر من الأخبار الصحيحة عدم الاحتياج إلى هذه التدقيقات في أمر القبلة و
تنافي الشريعة السمحة، و لو فعلها لا بقصد الوجوب و الاستحباب فلا بأس بها كما
ذكرناها من قبل.
«و سأل المفضل (إلى
قوله) لأصحابنا» أي أهل العراق «ذات اليسار» أي إلى جانبها عن
القبلة، و عن السبب فيه «فقال (إلى قوله) الحرم» أي أعلامها الموجودة الآن
في أطراف الحرم «من حيث لحقه النور» و ظاهر الأخبار الصحيحة أن النور كان من
بيت المعمور الذي أنزل من الجنة لوحشة آدم عليه السلام ثمَّ رفع إلى السماء
الرابعة و لا منافاة بينهما لأن النور إذا كان منهما يصدق على كل واحد منهما أن
النور منه،
نام کتاب : روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه( ط- القديمة) نویسنده : المجلسي، محمد تقى جلد : 2 صفحه : 193