نام کتاب : روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه( ط- القديمة) نویسنده : المجلسي، محمد تقى جلد : 14 صفحه : 405
إني لم أكن إذ ذاك بالغا و كثيرا ما كان يرجع عن اعتقاده
بقولي و قول أمثالي و في ذلك الزمان كان يحضر أكثر فضلاء العصر في مجلسه العالي مع
أن إسكاتى كان في غاية السهولة لكثرة تبحره في جميع العلوم و تشاهد في أبناء هذا
الزمان ما تشاهد، أصلح الله أحوالنا و أحوالهم بجاه محمد و آله الطاهرين.
و هذا أحد وجوه الجمع
بين الأخبار، و لما كان شيخ الطائفة- رضي الله تعالى عنه- أعلم و أعرف و أتقى لا
يتكلم بأمثال هذه إلا نادرا منقولا عن غيره و كلما يقع منه- رضي الله عنه- من
السهو و الغفلة فكان باعتبار كثرة تصانيفه و مشاغله العظيمة فإنه كان مرجع فضلاء
الزمان، و سمعنا من المشايخ و حصل لنا الظن أيضا من التتبع أن فضلاء تلامذته الذين
كانوا من المجتهدين يزيدون على ثلاثمائة فاضل من الخاصة، و من العامة ما لا يحصى
فإن الخلفاء أعطوه كرسي الكلام و كان ذلك لمن كان وحيدا في ذلك العصر مع أن أكثر
التصانيف كان في أزمنة الخلفاء العباسية لأنهم كانوا يبالغون في تعظيم العلماء و
الفضلاء من العامة و الخاصة و لم يكن إلى زمان شيخ الطائفة تقية كثيرة بل كانت
المباحثة في الأصول و الفروع حتى في الإمامة في المجالس العظيمة.
و ذكر ابن خلكان جماعة
كثيرة من فضلاء أصحابنا في تاريخه و كانوا بحيث لا يمكنهم إخفاء مذاهبهم و مباحثات
القاضي عبد الجبار[1] و
الباقلاني[2] و غيرهما مع
المفيد و المرتضى و شيخ الطائفة مشهورة مذكورة في تواريخ الخلفاء فلهذه المشاغل
[1] هو المعتزلى ابن أحمد بن عبد الجبار الهمدانيّ
الأسدآبادي شيخ المعتزلة في عصره استدعاه الصاحب بن عباد الى الرى من بغداد بعد
سنة 360 و بقى فيها مواظبا على التدريس الى ان توفى و كان للصاحب اعتقاد في فضله
يقال: له أربعمائة الف ورقة مما صنف في كل فن توفّي سنة 415( الكنى ج 3 ص 43 طبع
صيدا.
[2] القاضي أبو بكر محمّد بن الطيب البصرى
البغداديّ ناصر طريقة ابى الحسن الأشعريّ كان مشهورا بالمناظرة و سرعة الجواب( إلى
أن قال) توفى 403 ببغداد و الباقلانيّ بكسر القاف نسبة الى الباقلا و بيعه( الكنى
ج 2 ص 55).
نام کتاب : روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه( ط- القديمة) نویسنده : المجلسي، محمد تقى جلد : 14 صفحه : 405