ومما تقدم يظهر أنه ليس نوعا ، لأن تحصل
النوع بالتشخص الفردي ، والوجود متحصل بنفس ذاته.
الفصل الثامن
في معنى نفس
الأمر
قد ظهر مما تقدم [١] ، أن لحقيقة الوجود ثبوتا وتحققا بنفسه
، بل الوجود عين الثبوت والتحقق ، وأن للماهيات وهي التي تقال في جواب ما هو ، وتوجد
تارة بوجود خارجي فتظهر آثارها ، وتارة بوجود ذهني فلا تترتب عليها الآثار ، ثبوتا
وتحققا بالوجود لا بنفس ذاتها ، وإن كانا متحدين في الخارج ، وأن المفاهيم
الاعتبارية العقلية ، وهي التي لم تنتزع من الخارج ، وإنما اعتبرها العقل بنوع من
التعمل ، لضرورة تضطره إلى ذلك ، كمفاهيم الوجود والوحدة والعلية ونحو ذلك ، أيضا
لها نحو ثبوت بثبوت مصاديقها المحكية بها ، وإن لم تكن هذه المفاهيم مأخوذة في
مصاديقها ، أخذ الماهية في أفرادها وفي حدود مصاديقها.
وهذا الثبوت العام الشامل لثبوت الوجود
والماهية ، والمفاهيم الاعتبارية العقلية ، هو المسمى بنفس الأمر ، التي يعتبر صدق
القضايا بمطابقتها فيقال ، إن كذا كذا في نفس الأمر.
توضيح ذلك أن من القضايا ، ما موضوعها
خارجي بحكم خارجي ، كقولنا الواجب تعالى موجود ، وقولنا خرج من في البلد ، وقولنا