انه انفذ جيشا في غزو
البحر فانفذ[1]، ففضل من انفذه في غزو البر[2]. و انه اشترى ابنة عثمان بغيهم،/
وردها على عبد الملك بن مروان[3].- و انه غدر بالجهالات[4]. و قالوا له: اخرج الى المسجد و تب من هذه الاحداث، ففعل ذلك[5].- ثم ان قوما منهم ندموا على
استتابته، فقالوا له: قد اخطأنا في استتابتك لانك امام، و قد تبنا من استتابتك،
فتب من توبتك، و استتب الذين استتابوك و الا قاتلناك. فخرج الى قومه و تاب من
توبته. فاكفرته طائفة منهم،
[1] جاء في «الفرق»:
«انه بعث جيشا في غزو البر، و جيشا في غزو البحر»- اما الكلام هنا فناقص، تتمته
تكون: انه انفذ جيشا في غزو البحر و أنفذ جيشا في غزو البر.
[2] تتمة الكلام في
«الفرق»: «ففضّل من انفذه في غزو البر (على الذين بعثهم في البحر في الرزق و
العطاء). انظر مثلا طبعة الكوثري ص 52- 53 و طبعة حتّى ص 78، ط. بدر ص 67، ط. عبد
الحميد ص 88.
[3] توضيح الكلام حسب
ما جاء في «الفرق» هكذا: «انه بعث جيشا فأغاروا على مدينة الرسول (ص) و اصابوا
منها جارية من بنات عثمان بن عفان؛ فكتب إليه عبد الملك في شأنها، فاشتراها من
الذي كانت في يديه وردها الى عبد الملك بن مروان. فقالوا له: انك رددت جارية لنا
على عدونا» (انظر طبعة الكوثري ص 52 و طبعة حتّى ص 78، ط. بدر، ص 67، ط عبد الحميد
ص 88).
[4] غدر- الأصح عذر.
الكلام هنا موجز. ورد تفصيله في (الفرق ط. الكوثري ص 52، ط.
بدر ص 67، ط. عبد الحميد
ص 88) هكذا: «انه عذر أهل الخطأ في الاجتهاد بالجهالات. و كان السبب في ذلك انه
بعث ابنه المضرج مع جند من عسكره الى القطيف، فاغاروا عليها و سبوا منها النساء و
الذرية، و قوّموا النساء على أنفسهم، و نكحوهنّ قبل اخراج الخمس من الغنيمة و
قالوا: ان دخلت النساء في قسمنا فهو مرادنا، و ان زادت قيمهن على نصيبنا من
الغنيمة غرمنا الزيادة من اموالنا. فلما رجعوا الى نجدة سألوه عما فعلوا من وطء
النساء و من اكل طعام الغنيمة قبل اخراج الخمس منها و قبل قسمة أربعة اخماسها بين
القائمين. فقال لهم: لم يكن لكم ذلك. فقالوا:
لم نعلم ان ذلك لا يحل
لنا. فعذرهم بالجهالة».
[5] الكلام موجز جدا
هنا و مبهم إذ انه لم يأت ذكر لهذه الاحداث التي طلبوا منه ان يتوب عنها. اما
تفصيل هذه الأحداث فورد في الفرق. فجاء: «و من ضلالاته أيضا انه اسقط حد الخمر، و
منها أيضا انه قال: من نظر نظرة صغيرة، او كذب كذبة صغيرة و اصر عليها فهو مشرك. و
من زنى و سرق، و شرب الخمر غير مصر عليه فهو مسلم، اذا كان من موافقيه على دينه.
فلما أحدث هذه الأحداث و عذر اتباعه بالجهالات استتابه اكثر اتباعه من احداثه، و
قالوا له: اخرج الى المسجد ...» (ط. بدر ص 68، ط. الكوثري ص 53، ط. عبد الرحمن
89).