و حرف ابي بن كعب[1] في القرآن. و شهد بأن اللّه تعالى لم
ينزلهما. و نسب ابيا و ابن مسعود الى الضلال في مصحفيهما.
ثم انه شك في عامة
المسلمين، و قال: لا ادري، لعل سرائر العامة كلها شرك، فكفر[2]، و في هذا شرك منه/ فيما اجمعت الامة عليه، لان الاجماع انما يكون
حجة اذا صدر عن أمه فيها فرقة معصومة عن الخطأ. و كان يزعم ان معنى وصف اللّه
تعالى بانه حي، عالم، قادر، هو انه ليس بميت، و لا جاهل، و لا عاجز. و يلزمه على
هذا ان يكون.- فهذا قول ضرار بن عمرو المبتدع.
و ليس هو ضرار بن (فرد)[3] الفقيه الفرضي المقدسي، المكنى بابن
نعيم[4].
و بالجملة فقد كان من
سادة الصحابة، و أوعية العلم، و أئمة الهدى، و له قراءات و فتاوى ينفرد بها و هي
مذكورة في كتب العلم ( «تذكرة الحفاظ» رقم 5، و «مشاهير علماء الأمصار» رقم 21).
[1] هو ابو المنذر، ابي
بن كعب بن قيس، الانصاري، الخزرجي النجاري، كان أقرأ الصحابة و سيد القراء، شهد
بدر و المشاهد كلها، و قرأ القرآن على النبي (ص) و جمع بين العلم و العمل، و كان
عمر بن الخطاب يكرم ابيا و يهابه و يستفتيه، و لما مات ابي قال عمر: اليوم مات سيد
المسلمين، و كانت وفاته في سنة 19 و قيل في سنة 22 ه ( «تذكرة الحفاظ» رقم 6، و «مشاهير
علماء الأمصار» رقم 31).
[2] جاء في كتاب
«الفرق» (ط. بدر ص 202، ط. الكوثري ص 130، ط. عبد الحميد ص 215): شرك و كفر- و
باقي الكلام هنا من «و في هذا شرك ... من الخطأ» غير وارد في كتاب «الفرق».