هؤلاء اتباع ضرار بن عمرو[1] الذي وافق اصحابنا في ان اللّه تعالى/
خالق اكساب العباد، و في ابطال التولد. و وافق المعتزلة في ان الاستطاعة قبل
الفعل.
لكنه زعم انها بعض
المستطيع. و وافق النجار في قوله ان الجسم اعراض مجتمعة من لون و طعم و رائحة و
نحوها من الاعراض التي لا يخلو الجسم منها. و اجاز ان يفعل الانسان للطول و العرض
و العمق و ان كانت ابعاضا للجسم.[2]- و زعم أيضا ان اللّه تعالى يرى في القيامة بحاسة[3] سادسة يرى بها المؤمنون ماهية الاله.
و وصفه بالماهية، كما قاله ابو حنيفة[4] و حفص الفرد[5].- و انكر حرف ابن مسعود[6]،
[1] ظهر ضرار بن عمرو
في ايام واصل بن عطاء. و قد وضع بشر بن المعتمر كتابا في الرد على ضرار سماه «كتاب
الرد على ضرار»؛ و ذكر صاحب «الانتصار» نقلا عن الراوندي ان له كتابا سماه «التحريش»
ذكر فيه مستند كل فرقة فيما هي عليه من كلام الرسول (ص) و لا بد انه قد اختلق فيه
و وضع، و ضب في الباطل و وضع ( «الانتصار» للخياط ص 136) و انظر أيضا «ميزان
الاعتدال» 2: 328 الترجمة رقم 3953).
[2] الكلام من «و اجاز
ان يفعل ... للجسم» غير وارد في كتاب «الفرق».
[3] ورد في المخطوط:
مماسة/ و لكن في كتاب «الفرق» (ط. الكوثري ص 130، عبد الحميد ص 214) ورد: «بحاسة
سادسة» و هو الاصح.
[5] حفص الفرد، قال عنه
ابن النديم: «من المجبرة، و من اكابرهم، نظير النجار، و يكنى أبا عمرو، و كان من
اهل مصر، قدم البصرة فسمع بابي الهذيل و اجتمع معه و ناظره، فقطعه ابو الهذيل، و
كان أولا معتزليا ثم قال بخلق الافعال، و كان يكنى أبا يحيى، ثم ذكر له عدة كتب
(الفهرست ص 255).
[6] المراد القراءة
التي كان يقرأ بها الصحابي ابن مسعود بعض آيات القرآن (مختصر الفرق، طبعة فيليب
حتّى، هامش ص 130)- ابن مسعود، هو صاحب رسول اللّه و أحد السابقين الاولين واحد
كبار البدريين واحد نبلاء الفقهاء و المقرءين: ابو عبد الرحمن عبد اللّه بن أم
عبد، الهذلي، كان يحتري في الاداء، و يتشدد في الرواية، و يزجر تلامذته عن التهاون
في ضبط الألفاظ. و قد أسلم قبل اسلام عمر بن الخطاب، و حفظ من رسول اللّه سبعين
سورة. و في شأنه يقول رسول اللّه: «من أحب أن يقرأ القرآن غضا كما أنزل فليقرأه
على قراءة ابن أمّ عبد».