نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 5
العبد حتّى أكون أحبّ
إليه من ماله و أهله و الناس أجمعين»[1] و في رواية «و من نفسه».
كيف و قد قال تعالى: «قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَ أَبْناؤُكُمْ وَ إِخْوانُكُمْ- إلى قوله- أَحَبَّ إِلَيْكُمْ
مِنَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ- الآية»[2].
و إنّما ذلك جرى في معرض
التهديد و الإنكار و قد أمر عليه السّلام بالمحبّة فقال:
«أحبّوا اللّه لما
يغذوكم به من نعمه و أحبّوني لحبّ اللّه إيّاي»[3].
و قد يروى أنّ رجلا قال:
«يا رسول اللّه إنّي أحبّك، فقال: استعدّ للفقر، فقال: إنّي أحبّ اللّه، فقال:
استعدّ للبلاء»[1].
و عن عمر قال: نظر
النبيّ عليه السّلام إلى مصعب بن عمير مقبلا و عليه إهاب كبش قد تنطق به[2]فقال
النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «انظروا إلى هذا الرّجل الّذي قد نوّر اللّه
قلبه لقد رأيته بين أبويه يغذوانه بأطيب الطعام و الشراب فدعاء حبّ اللّه و حبّ
رسوله إلى ما ترون»[4].
و في الخبر المشهور «إنّ
إبراهيم عليه السّلام قال لملك الموت إذ جاءه لقبض روحه:
هل رأيت خليلا يميت
خليله؟ فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه هل رأيت محبّا يكره لقاء حبيبه؟ فقال: يا ملك
الموت الآن فاقبض»[5] و هذه لا يجدها إلّا عبد يحبّ اللّه
عزّ و جلّ بكلّ قلبه فإذا علم أنّ الموت سبب اللّقاء انزعج قلبه إليه و لم يكن له
محبوب غيره حتّى يلتفت إليه و قد قال نبينا عليه السّلام في دعائه: «اللّهمّ
ارزقني حبّك و حبّ
[1] أخرجه البزار و
رجاله رجال الصحيح غير بكر بن سليم و هو ثقة و فيه «استعد للفاقة» دون آخر الحديث
كما في مجمع الزوائد ج 10 ص 274.