نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 6
من يحبّك و حبّ ما
يقرّبني إلى حبّك و اجعل حبّك أحبّ إليّ من الماء البارد»[1].
و جاء أعرابي إلى النبيّ
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: «يا رسول اللّه متى الساعة؟ فقال: ما أعددت
لها؟ فقال: ما أعددت لها كثير صلاة و صيام إلّا أنّي أحبّ اللّه و رسوله فقال له:
النبيّ عليه السّلام:
المرء مع من أحبّ» قال أنس: فما رأيت المسلمين فرحوا بشيء بعد الإسلام فرحهم
بذلك[2].
و قال بعض الصحابة: من
ذاق من خالص محبّة اللّه عزّ و جلّ شغله ذلك عن طلب الدّنيا و أوحشه عن جميع
البشر. و قال آخر: من عرف ربّه أحبّه، و من عرف الدّنيا زهد فيها و أبغضها، و
المؤمن لا يلهو حتّى يغفل فإذا تفكّر حزن.
و قال أبو سليمان
الدّاراني: إنّ من خلق اللّه تعالى خلقا ما يشغلهم الجنان و ما فيها من النعيم عنه
فكيف يشتغلون عنه بالدّنيا.
و يروى أن عيسى عليه
السّلام مرّ بثلاثة نفر قد نحلت أبدانهم و تغيّرت ألوانهم فقال لهم: ما الّذي بلغ
بكم ما أرى؟ فقالوا: الخوف من النار، فقال: حقّ على اللّه أن يؤمن الخائف، ثمّ
جاوزهم إلى ثلاثة أخرى فإذا هم أشدّ نحولا و تغيّرا فقال:
ما الّذي بلغ بكم ما
أرى؟ قالوا: الشوق إلى الجنّة؟ قال: حقّ على اللّه أن يعطيكم ما ترجون، ثمّ جاوزهم
إلى ثلاثة أخرى فإذا هم أشدّ نحولا و تغيّرا كأنّ على وجوههم المرايا من النور
فقال: ما الّذي بلغ بكم ما أرى؟ قالوا: حبّ اللّه عزّ و جلّ فقال: أنتم المقرّبون
أنتم المقرّبون.
و قال عبد الواحد بن
زيد: مررت برجل قائم في الثلج فقلت له: أما تجد البرد؟ فقال: من شغله حبّ اللّه لم
يجد البرد، عن سري السقطي أنّه قال: تدعى الأمم يوم القيامة بأنبيائها فيقال: يا
أمة موسى و يا أمة عيسى و يا أمة محمّد غير المحبّين للَّه تعالى فإنّهم ينادون يا
أولياء اللّه هلمّوا إلى اللّه سبحانه و تعالى فتكاد قلوبهم تنخلع فرحا.
[1] تقدم عن الترمذي من
حديث عبد اللّه بن يزيد الخطمي بسند حسن كما في الجامع الصغير.
[2] رواه مسلم ج 8 ص
42، و الطبراني و البزار كما في مجمع الزوائد ج 10 ص 280.
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 8 صفحه : 6