responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 209

كانوا يتدافعون الفتوى فكلّ من كان يفتي كان يودّ أن يكفيه غيره و عند هذا ينبغي أن يتّقي شياطين الإنس إذ قالوا لا تفعل هذا فإنّ هذا الباب لو فتح لاندرست العلوم من بين الخلق و ليقل لهم إنّ دين الإسلام مستغن عنّي فإنّه كان معمورا قبلي و كذلك يكون بعدي و لو متّ لم تنهدم أركان الإسلام فالدّين مستغن عنّي و أمّا أنا فلست بمستغن عن إصلاح قلبي و أمّا إفضاء ذلك إلى اندراس العلم فخيال يدلّ على غاية الجهل فإنّ الناس لو حبسوا في السجن و قيّدوا بالقيود و توعّدوا بالنّار على طلب العلم لكان حبّ العلوّ و الرّئاسة يحملهم على كسر القيود و هدم حيطان الحصون و الخروج منها و الاشتغال بطلب العلم فالعلم لا يندرس ما دام الشيطان يحبّب إلى الخلق الرّئاسة و الشيطان لا يفتر عن عمله إلى يوم القيامة بل ينتهض لنشره أقوام لا نصيب لهم في الآخرة كما قال عليه السّلام: «إنّ اللّه يؤيّد هذا الدّين بأقوام لا خلاق لهم‌ [1]» «و إنّ اللّه يؤيّد هذا الدّين بالرّجل الفاجر [2]» فلا ينبغي أن يغترّ العالم بهذه التلبيسات و يشتغل بمخالطة الخلق حتّى يتربّى في قلبه حبّ الجاه و الثناء و التعظيم فإنّ ذلك بذر النفاق قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «حبّ المال و الجاه ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل‌ [3]» و قال عليه السّلام: «ما ذئبان ضاريان أرسلا في زريبة غنم بأكثر فسادا فيها من حبّ الجاه و المال في دين المرء المسلم‌ [4]» و لا ينقلع حبّ الجاه من القلب إلّا بالاعتزال عن الناس و الهرب من مخالطتهم و ترك كلّ ما يزيد جاهه في قلوبهم فليكن فكر العالم في التفطّن لخفايا هذه الصفات من قلبه و في استنباط طريق الخلاص منه و هذه وظيفة العالم المتّقي، فأمّا أمثالنا فينبغي أن يكون تفكّرنا فيما يقوّى إيماننا بيوم الحساب إذ لو رآنا السّلف الصّالحون لقالوا قطعا إنّ هؤلاء لا يؤمنون بيوم الحساب فما أعمالنا أعمال من يؤمن بالجنّة و النار فإنّ من خاف شيئا هرب منه و من رجا شيئا طلبه، و قد علمنا أنّ الهرب من‌


[1] تقدما عن البخاري في صحيحه و أبي عوانة في مسنده.

[2] تقدما عن البخاري في صحيحه و أبي عوانة في مسنده.

[3] تقدم في المجلد السادس ص 40.

[4] رواه أحمد و الترمذي و قد تقدم في المجلد السادس ص 41.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 209
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست