responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 210

النار بترك الشبهات و الحرام و بترك المعاصي و نحن منهمكون فيها و أنّ طلب الجنّة بتكثير نوافل الطاعات و نحن مقصّرون في الفرائض منها فلم يحصل لنا من ثمرة العلم إلّا أنّه يقتدى بنا في الحرص على الدّنيا و التكالب عليها و يقال: لو كان هذا مذموما لكان العلماء أولى باجتنابه منّا فليتنا كنّا كالعوام إذا متنا ماتت معنا ذنوبنا فما أعظم الفتنة الّتي تعرّضنا لها لو تفكّرنا فيها فنسأل اللّه عزّ و جلّ أن يصلحنا و يصلح بنا و يوفّقنا للتوبة قبل أن يتوفّانا إنّه الكريم اللّطيف بنا المنعم علينا فهذه مجاري أفكار العلماء و الصّالحين في علم المعاملة فإن فرغوا منها انقطع التفاتهم عن أنفسهم و ارتقوا منها إلى التفكّر في جلال اللّه و عظمته و التنعّم بمشاهدته بعين القلب و لا يتمّ ذلك إلّا بعد الانفكاك من جميع المهلكات و الاتّصاف بجميع المنجيات و إن ظهر منه شي‌ء قبل ذلك كان مدخولا معلولا مكدّرا مقطوعا و كان ضعيفا كالبرق الخاطف لا يثبت و لا يدوم و يكون كالعاشق الّذي خلا بمعشوقه و لكن تحت ثيابه عقارب تلدغه مرّة بعد أخرى فيتنغّص عليه لذّة المشاهدة و لا طريق له في إكمال التنعّم إلّا بإخراج العقارب من ثيابه و هذه الصفات المذمومة عقارب و حيّات و هي مؤذيات و مشوّشات و في القبر يزيد ألم لدغها على لدغ العقارب و الحيّات فهذا القدر كاف في التنبيه على مجاري فكر العبد في صفات نفسه المحبوبة و المكروهة عند ربّه.

القسم الثاني الفكر في جلال اللّه و عظمته و كبريائه‌

و فيه مقامات:

المقام الأول و هو الأعلى الفكر في ذاته و صفاته و معاني أسمائه و هذا ممّا منع منه حيث قيل: «تفكّروا في خلق اللّه و لا تتفكّروا في ذات اللّه‌ [1]» و ذلك لأنّ العقول تتحيّر فيه فلا يطيق مدّ البصر إليه إلّا الصدّيقون ثمّ لا يطيقون دوام النظر إليه بل سائر الخلق أحوال أبصارهم بالإضافة إلى جلال اللّه كحال بصر الخفّاش بالإضافة إلى نور الشمس فإنّه لا يطيقه البتّة بل يختفي نهارا و إنّما يتردّد دليلا لينظر في بقيّة نور الشمس إذا وقع على الأرض و أحوال الصّدّيقين كحال الإنسان بالنظر إلى الشمس فإنّه يقدر على النظر إليها و لكن لا يطيق دوامه و يخشى على بصره لو


[1] تقدم في باب فضيلة التفكر.

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 8  صفحه : 210
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست