responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 42

و من اغتابه بما فيه فهو خارج عن ولاية اللّه داخل في ولاية الشّيطان» [1].

(بيان كيفيّة توزّع الدّرجات و الدّركات) (في الآخرة على الحسنات و السيّئات في الدّنيا)

اعلم أنّ الدّنيا من عالم الملك و الشهادة و الآخرة من عالم الغيب و الملكوت و أعني بالدّنيا حالتك قبل الموت و بالآخرة حالتك بعد الموت فدنياك و آخرتك صفاتك و أحوالك يسمّى القريب الدّاني منها دنيا و المتأخّرة آخرة و نحن الآن نتكلّم من الدّنيا في الآخرة فإنّا الآن نتكلّم في الدّنيا و هو عالم الملك و غرضنا شرح الآخرة و هي عالم الملكوت و لا يتصوّر شرح عالم الملكوت في عالم الملك إلّا بضرب الأمثال و لذلك قال تعالى: «وَ تِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ وَ ما يَعْقِلُها إِلَّا الْعالِمُونَ» [2] و هذا لأنّ عالم الملك نوم بالإضافة إلى عالم الملكوت و لذلك قال عليه السّلام: «الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا»[1]و ما سيكون في اليقظة لا يتبيّن لك في النّوم إلّا بضرب الأمثال المحوجة إلى التعبير و كذلك ما سيكون في يقظة الآخرة لا يتبيّن في نوم الدّنيا إلّا في كسوة الأمثال و أعني بكسوة الأمثال ما تعرفه من علم التعبير و يكفيك منه إن كنت فطنا ثلاثة أمثلة فقد جاء رجل إلى ابن سيرين و قال: رأيت كأنّ في يدي خاتما أختم به أفواه الرّجال و فروج النساء؟ فقال: إنّك مؤذّن تؤذّن في رمضان قبل طلوع الفجر، فقال: صدقت. و جاءه آخر فقال: رأيت كأنّي أصبّ الزّيت في الزّيتون فقال: إن كان تحتك جارية اشتريتها ففتّش عن حالها فإنّها أمّك لأنّ الزّيتون أصل الزّيت فهو ردّ إلى الأصل فنظر فإذا جاريته كانت أمّه و قد سبيت في صغره، و قال له آخر: رأيت كأنّي أقلّد الدرّ في أعناق الخنازير؟ فقال: إنّك تعلّم الحكمة غير أهلها. فكان كما قال، فالتعبير من أوّله إلى آخره مثال يعرفك طريق ضرب الأمثال و إنّما نعني بالمثل أداء المعنى في صورة إن نظر إلى معناه وجده‌


[1] قال العراقي: لم أجده مرفوعا و انما يعزى إلى على بن أبي طالب عليه السّلام.


[1] رواه الصدوق- رحمه اللّه- في المجالس ص 63.

[2] العنكبوت: 43.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست