responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 43

صادقا و إن نظر إلى صورته كان كاذبا فالمؤذّن إن نظر إلى صورة الخاتم و الختم به على الفروج رآه كاذبا فإنّه لم يختم به قطّ و إن نظر إلى معناه وجده صادقا إذ قد صدر منه روح الختم و معناه و هو المنع الّذي يراد الختم له، و ليس للأنبياء أن يتكلّموا مع الخلق إلّا بضرب الأمثال لأنّهم كلّفوا أن يكلّموا الناس على قدر عقولهم، و قدر عقولهم أنّهم في النّوم و النائم لا يكشف له عن شي‌ء إلّا بمثل فإذا ماتوا انتبهوا و عرفوا أنّ المثل صادق و لذلك قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرّحمن» [1] و هو من المثال الّذي لا يعقله إلّا العالمون فأمّا الجاهل فلا يجاوز حدّه ظاهر المثال لجهله بالتفسير الّذي يسمّى تأويلا كما يسمّى تفسير ما يرى من الأمثلة في النوم تعبيرا فيثبت للَّه يدا و أصبعا تعالى اللّه عن قوله.

و كذلك في قوله عليه السّلام: «إنّ اللّه خلق آدم على صورته»[1]فإنّه لا يفهم من الصورة إلّا اللّون و الشكل و الهيئة فيثبت للَّه تعالى مثل ذلك تعالى اللّه عن قوله علوّا كبيرا و من هاهنا زلّ من زلّ في الصفات الإلهيّة حتّى في الكلام و جعلوه صوتا و حرفا إلى غير ذلك من الصفات و القول فيه يطول، و كذلك قد يرد في أمر الآخرة ضرب أمثلة يكذّب بها الملحد لجمود نظره على ظاهر المثال و يناقضه عند قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

«يؤتى بالموت يوم القيامة في صورة كبش أملح فيذبح» [2] فيثور الملحد الأحمق و يكذّب به و يستدلّ على كذب الأنبياء و يقول: يا سبحان اللّه الموت عرض و الكبش جسم فكيف ينقلب العرض جسما و هل هذا إلّا محال؟! و لكن اللّه تعالى عزل هؤلاء الحمقى‌


[1] أخرجه مسلم ج 8 ص 149 في حديث. و روى الصدوق- رحمه اللّه- في العيون و التوحيد بإسناده عن الحسين بن خالد قال قلت للرضا عليه السّلام: «يا ابن رسول اللّه ان الناس يروون أن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: «ان اللّه خلق آدم على صورته» فقال:

قاتلهم اللّه لقد حذفوا أول الحديث، ان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مر برجلين يتسابان فسمع أحدهما يقول لصاحبه: قبح اللّه وجهك و وجه من يشبهك، فقال: «يا عبد اللّه لا تقل هذا لاخيك فان اللّه تعالى خلق آدم على صورته».


[1] أخرجه الحاكم ج 4 ص 321 بنحوه و قد تقدم.

[2] أخرجه البخاري و مسلم ج 8 ص 152 من حديث أبي سعيد.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 43
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست