responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 329

إذ كان صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول للدّنيا: «إليك عنّي إليك عنّي» [1] إذ كانت الدّنيا تتمثّل له بزينتها، و كان عليّ عليه السّلام يقول: «يا صفراء غرّي سواي و يا بيضاء غرّي غيري» [2] و ذلك لاستشعاره في نفسه ظهور مبادي الاغترار بها لو لا أن رأى برهان ربّه، و ذلك هو الغنيّ المطلق إذ قال عليه السّلام: «ليس الغنى بكثرة العرض إنّما الغنى غنى النفس» [3] و إذا كان ذلك بعيدا فإذن الأصلح لكافّة الخلق فقد المال و إن تصدّقوا بها و صرفوها إلى الخيرات لأنّهم لا ينفكّون في القدرة على المال عن الانس بهذا العالم و بقدر ما يأنس العبد بالدّنيا يستوحش من الآخرة و بقدر ما يأنس بصفة من صفاته سوى صفة المعرفة باللّه يستوحش من اللّه و من حبّه، و مهما انقطعت أسباب الانس بالدّنيا تجافى القلب عن الدّنيا و زهرتها و القلب إذا تجافى عمّا سوى اللّه و كان مؤمنا باللّه انصرف لا محالة إلى اللّه إذ لا يتصوّر قلب فارغ و ليس في الوجود إلّا اللّه و غيره فمن أقبل على غيره فقد تجافى عنه، و من أقبل عليه تجافى من غيره و يكون إقباله على أحدهما بقدر تجافيه عن الآخر و قربه من أحدهما بقدر بعده من الآخر و مثلهما مثل المشرق و المغرب فإنّهما جهتان فالمتردّد بينهما بقدر ما يقرب من أحدهما يبعد من الآخر بل عين القرب من أحدهما هو عين البعد عن الآخر فعين حبّ الدّنيا هو عين بغض اللّه، فينبغي أن يكون مطمح نظر العارف قلبه في عزوفه عن الدّنيا و انسه بها فإذن فضل الفقير و الغنيّ بحسب تعلّق قلبيهما بالمال فقطّ فإن تساويا فيه تساوت درجتهما إلّا أنّ هذا مزلّة الأقدام و موضع الغرور فإنّ الغنيّ ربّما يظنّ أنّه منقطع القلب عن المال و يكون حبّه دفينا في باطنه و هو لا يشعر به و إنّما يشعر به إذا فقده فليجرّب نفسه بتفريقه و إذا سرق منه فإن وجد لقلبه إليه التفاتا فليعلم أنّه كان مغرورا فكم من رجل باع سريّة له لظنّه أنّه منقطع القلب عنها فبعد لزوم البيع و تسليم الجارية اشتعل من قلبه النار الّتي كانت مستكنّة فيه فتحقّق إذن أنّه كان مغرورا و إنّ العشق‌


[1] أخرجه الحاكم باختلاف في المستدرك ج 4 ص 309.

[2] روى مثله الصدوق في الامالى من حديث ضرار بن ضمرة الليثي و في النهج مثله‌

[3] أخرجه البخاري ج 8 ص 118.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 329
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست