responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 328

عائقة عن الوصول إلى اللّه و لا الفقر مطلوب لعينه و لكن لأنّ فيه فقد العائق عن اللّه و عدم الشاغل عنه، و كم من غنيّ لم يشغله الغنى مثل سليمان بن داود عليهما السّلام، و كم من فقير شغله الفقر و صرفه عن المقصد، و غاية المقصود في الدّنيا هو حبّ اللّه و الانس به و لا يكون ذلك إلّا بعد معرفته و سلوك سبيل المعرفة مع الشواغل غير ممكن و الفقر قد يكون من الشواغل كما أنّ الغنى قد يكون من الشواغل و إنّما الشواغل على التحقيق حبّ الدّنيا إذ لا يجتمع معه حبّ اللّه في القلب و المحبّ للشي‌ء مشغول به سواء كان في فراقه أو في وصاله، و ربّما يكون شغله في الفراق أكثر و ربّما يكون في الوصال أكثر، و الدّنيا معشوقة الغافلين و المحروم عنها مشغول بها و بطلبها و القادر عليها مشغول بحفظها و بالتمتّع منها، فإذن إن فرضت فارغين من حبّ المال بحيث صار المال في حقّهما كالماء استوى الفاقد و الواجد إذ كلّ واحد غير متمتّع إلّا بقدر الحاجة و وجود قدر الحاجة أفضل من فقده إذ الجائع يسلك سبيل الموت لا سبيل المعرفة و إن أخذت الأمر باعتبار الأكثر فالفقر عن الخطر أبعد إذ فتنة السرّاء أشدّ من فتنة الضرّاء، و من العصمة أن لا تقدر و لذلك قالت الصحابة: بلينا بفتنة الضرّاء فصبرنا و بلينا بفتنة السرّاء فلم نصبر، و هذا خلقة الآدميّين كلّهم إلّا الشاذّ الفذّ الّذي لا يوجد في الأعصار الكثيرة إلّا نادرا فلمّا كان خطاب الشرع مع الكلّ لا مع ذلك النادر و الضرّاء أصلح للكلّ دون ذلك النادر زجر الشرع عن الغنى و ذمّه و فضّل الفقر و مدحه، حيث قال عيسى عليه السّلام: «لا تنظروا إلى أموال أهل الدّنيا فإنّ بريق أموالهم يذهب بنور إيمانكم» و قال بعض العلماء: تقليب الأموال يمصّ حلاوة الإيمان و في الخبر «إنّ لكلّ امّة عجل و عجل هذه الامّة الدّينار و الدّرهم» [1] و كان أصل عجل قوم موسى من حلية الذّهب و الفضّة أيضا، و استواء المال و الماء و الذّهب و الحجر إنّما يتصوّر للأنبياء ثمّ يتمّ لهم ذلك بعد فضل اللّه تعالى بطول المجاهدة


[1] أخرجه الديلمي في الفردوس من حديث حذيفة كما في كنوز الحقائق للمناوى.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 328
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست