responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 121

(بيان مظان الحاجة إلى الصبر) (و انّ العبد لا يستغني عنه في حال من الأحوال)

اعلم أنّ جميع ما يلقى العبد في هذه الحياة لا يخلو من نوعين أحدهما هو الّذي يوافق هواه و الآخر هو الّذي لا يوافقه بل يكرهه و هو محتاج إلى الصبر في كلّ واحد منهما و هو في جميع الأحوال لا يخلو عن أحد هذين النوعين أو عن كلاهما فهو إذن لا يستغني قطّ عن الصبر.

النوع الأوّل ما يوافق الهوى و الصحّة

و السلامة و المال و الجاه و كثرة العشيرة و اتّساع الأسباب و كثرة الأتباع و الأنصار و جميع ملاذّ الدّنيا، و ما أحوج العبد إلى الصبر على هذه الأمور، فإنّه إن لم يضبط نفسه عن الاسترسال و الركون إليها و الانهماك في ملاذّها المباحة لها أخرجه ذلك إلى البطر و الطغيان فإنّ الإنسان ليطغى أن رآه استغنى، حتّى قال بعض العارفين: البلاء يصبر عليه المؤمن و العوافي لا يصبر عليها إلّا صدّيق، و لمّا فتحت أموال الدّنيا على الصحابة قالوا: ابتلينا بفتنة الضرّاء فصبرنا و ابتلينا بفتنة السرّاء فلم نصبر. و لذلك حذّر اللّه تعالى عباده من فتنة المال و الزّوج و الولد فقال تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَ لا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ» [1] و قال عزّ و جلّ: «إِنَّ مِنْ أَزْواجِكُمْ وَ أَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ» [2]. و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «الولد مبخلة مجبنة محزنة»[1]و لمّا نظر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى ابنه الحسين يتعثّر في قميصه نزل عن المنبر و احتضنه، ثمّ قال: «صدق اللّه‌ أَنَّما أَمْوالُكُمْ وَ أَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ* إنّي لمّا رأيت ابني يتعثّر لم أملك نفسي أن أخذته»[2]ففي ذلك عبرة لأولي الأبصار


[1] أخرجه أبو يعلى عن أبي سعيد الخدري بسند ضعيف كما في الجامع الصغير.

و أخرجه ابن ماجه تحت رقم 3666 «الولد مبخلة مجبنة».

[2] أخرجه النسائي ج 3 ص 108 من السنن من حديث بريدة و رواه أبو داود و ابن ماجه و الترمذي و قال: حسن غريب.


[1] المنافقون: 9.

[2] التغابن: 14.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 121
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست