responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 120

و إذا دام التقوى و قوي التصديق بما في العاقبة من الحسني تيسّر الصبر، و لذلك قال تعالى: «فَأَمَّا مَنْ أَعْطى‌ وَ اتَّقى‌. وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنى‌. فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى‌» [1] و مثال هذه القسمة قدرة المصارع على غيره، فإنّ الرّجل القويّ يقدر على أن يصرع الضعيف بأدنى حملة و أيسر قوّة بحيث لا يلقاه في مصارعته إعياء و لا لغوب، و لا تضطرب فيه نفسه و لا ينبهر[1]و لا يقوى على أن يصرع الشديد إلّا بتعب و مزيد جهد و عرق جبين، فهكذا تكون المصارعة بين باعث الدّين و باعث الهوى فإنّه على التحقيق صراع بين جنود الملائكة و جنود الشياطين، و مهما أذعنت الشّهوات و انقمعت و تسلّط باعث الدّين و استولى و تيسّر الصبر بطول المواظبة أورث ذلك مقام الرّضا كما سيأتي في كتاب الرّضا فالرّضا أعلى من الصبر، و لذلك قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «اعبد اللّه على الرّضا فإن لم تستطع ففي الصبر على ما تكره خير كثير» [2].

و قال بعض العارفين أهل الصبر على ثلاث مقامات أوّله ترك الشكوى و هذه درجة التائبين و الثانية الرّضا بالمقدور و هذه درجة الزّاهدين و الثالثة المحبّة لما يصنع به مولاه و هذه درجة الصدّيقين، و سنبيّن في كتاب المحبّة أنّ مقام المحبّة أعلى من مقام الرّضا كما أنّ مقام الرّضا أعلى من مقام الصبر، و كأنّ هذا الانقسام يجري في صبر خاصّ و هو الصبر على المصائب و البلايا.

و اعلم أنّ الصبر أيضا ينقسم باعتبار حكمه إلى فرض و نفل و مكروه و محرّم فالصبر عن المحظورات فرض، و على المكاره نفل، و الصبر على الأذى المحظور محظور كمن تقطع يده أو يد ولده و هو يصبر عليه ساكتا و كمن يقصد حريمه بشهوة محظورة فتهيج غيرته فيصبر عن إظهار الغيرة و يسكت على ما يجري على أهله فهذا الصبر محرّم، و الصبر المكروه هو الصبر على أذى يناله بجهة مكروهة في الشرع فليكن الشرع محك الصبر، فكون الصبر نصف الإيمان لا ينبغي أن يخيّل إليك أنّ جميعه محمود بل المراد به أنواع من الصبر مخصوصة.


[1] البهر- بالضم-: تتابع النفس.


[1] الليل: 5 و 6 و 7.

[2] أخرجه الترمذي و أحمد في المسند نحوه من حديث ابن عباس.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 7  صفحه : 120
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست