responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 6  صفحه : 238

قرأنا القرآن فمن أقرأ منّا و من أعلم منّا، ثمّ التفت إلى أصحابه فقال: أولئك منكم أيّها الامّة، أولئك هم وقود النّار» [1] و لذلك قيل: «لا تكونوا جبابرة العلماء فلا يفي علمكم بجهلكم. و صلّى حذيفة بقوم فلمّا سلّم قال: لتلتمسنّ إماما غيري أو لتصلّنّ وحدانا إنّي رأيت في نفسي أنّه ليس في القوم أفضل منّي.

فإذا كان مثله لا يسلم فكيف يسلم الضعفاء من متأخّري هذه الامّة فما أعزّ على بسيط الأرض عالم يستحقّ أن يقال: إنّه عالم، ثمّ إنّه لا يحرّكه عزّ العلم و خيلاؤه فإن وجد ذلك فهو صدّيق زمانه، فلا ينبغي أن يفارق بل يكون النظر إليه عبادة فضلا عن الاستفادة من أنفاسه و أحواله، لو عرفنا ذلك و لو في أقصى الصّين لسعينا إليه رجاء أن تشملنا بركته و تسري إلينا سيرته و سجيّته و هيهات فأنّى يسمح آخر الزّمان بمثلهم فهم أرباب الإقبال و أصحاب الدّول و قد انقرضوا في القرن الأوّل و من يليهم بل يعزّ في زماننا عالم يختلج في نفسه الأسف و الحزن على فوات هذه الخصلة، فذلك أيضا إمّا معدوم و إمّا عزيز و لو لا بشارة رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه و آله و سلّم بقوله: «سيأتي زمان على الناس من تمسّك بعشر ما أنتم عليه نجا» [2] لكان جديرا بنا أن نقتحم- و العياذ باللَّه- ورطة اليأس و القنوط مع ما نحن عليه من سوء أعمالنا و من أين لنا أيضا بالتمسّك بعشر ما كانوا عليه و ليتنا تمسّكنا بعشر عشره، فنسأل اللَّه تعالى أن يعاملنا بما هو أهله و أن يستر علينا قبائح أعمالنا كما يقتضيه فضله و كرمه.

الثّاني العمل و العبادة

و ليس يخلو عن رذيلة العزّ و الكبر و استمالة قلوب الناس الزّهّاد و العبّاد و يترشّح الكبر منهم في الدّنيا و الدّين أمّا الدّنيا فهو أنّهم يرون غيرهم بزيارتهم أولى من أنفسهم بزيارة غيرهم و يتوقّعون قيام الناس بقضاء حوائجهم و توقيرهم و التوسّع لهم في المجالس و ذكرهم بالورع و التقوى و تقديمهم على سائر الناس في الحظوظ إلى جميع ما ذكرناه في حقّ العلماء و كأنّهم يرون‌


[1] أخرجه ابن المبارك في الزهد و الرقائق كما في المغني.

[2] أخرجه أحمد في المسند ج 5 ص 155 من حديث رجل من أبي ذر.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 6  صفحه : 238
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست