responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 58

أبوابه، و حماية القلب عن فساد الشيطان واجبة و هي فرض عين على كلّ عبد مكلّف و ما لا يتوصّل إلى الواجب إلّا به فهو أيضا واجب و لا يتوصّل إلى دفع الشيطان إلّا بمعرفة مداخله، فصارت معرفة مداخل الشيطان واجبة، و مداخل الشيطان و أبوابه صفات العبد و هي كثيرة و لكنّا نشير إلى الأبواب العظيمة الجارية مجرى الدّروب الّتي لا تضيق، عن كثرة جنود الشيطان.

فمن أبوابه العظيمة الحرص و الحسد،

فمهما كان العبد حريصا على شي‌ء أعماه حرصه و أصمّه إذ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «حبّك الشي‌ء يعمي و يصمّ» [1] و نور البصيرة هو الّذي يعرف مداخل الشيطان، فإذا غطّاه الحرص أو الحسد لم يبصر فوجد الشيطان فرصة فيحسن عند الحريص كلّ ما توصله إلى شهوته و إن كان منكرا و فاحشا، فقد روي أن نوحا عليه السّلام لما ركب البحر و حمل في السفينة من كلّ زوجين اثنين كما أمر فرأى في السفينة شيخا لم يعرفه فقال له نوح عليه السّلام: ما أدخلك؟ قال:

دخلت لاصيب قلوب أصحابك فتكون قلوبهم معي و أبدانهم معك، قال نوح عليه السّلام:

اخرج منها يا عدوّ اللّه فإنّك رجيم، قال له إبليس: خمس أهلك بهنّ النّاس و سأحدّثك منهنّ بثلاث و لا أحدّثك بالثنتين فأوحى اللّه تعالى إلى نوح عليه السّلام أنّه لا حاجة بك إلى الثلاث مره فليحدّثك بالثنتين فقال: ما الثنتان؟ فقال: هما اللّتان لا تكذبانني، هما اللّتان لا تخلفانني بهما أهلك النّاس الحرص و الحسد بالحسد لعنت و جعلت شيطانا رجيما و أمّا الحرص فإنّه أبيح لآدم الجنّة كلّها فأصبت حاجتي منه بالحرص» [2].

و من أبوابه العظيمة الغضب و الشهوة،

فإنّ الغضب غول العقل فإذا ضعف جند العقل هجم جند الشيطان، و مهما غضب الإنسان لعب به الشيطان كما يلعب الصبي بالكرة، فقد روي أنّ إبليس لقي موسى عليه السّلام فقال: يا موسى أنت الّذي اصطفاك‌


[1] أخرجه أبو داود في السنن ج 2 ص 627.

[2] أخرجه ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان. و ابن عساكر عن ابن عمر كما في الدر المنثور ج 3 ص 323.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 58
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست