و روي «أنّ سليمان بن داود عليهما السّلام
مر في موكبه و الطير تظلّه و الجنّ و الإنس عن يمينه و عن يساره، قال: فمرّ بعابد
من عبّاد بني إسرائيل فقال: و اللّه يا ابن داود لقد آتاك اللّه ملكا عظيما، قال:
فسمع سليمان فقال: لتسبيحة في صحيفة مؤمن خير ممّا أعطي ابن داود، فإنّ ما أعطي
ابن داود يذهب و التسبيحة تبقى.
و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
«ألهاكم التكاثر يقول ابن آدم: مالي مالي، و هل لك من مالك إلّا ما تصدّقت فأمضيت
أو أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت»[2].
و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:
«الدّنيا دار من لا دار له، و مال من لا مال له، و لها يجمع من لا عقل له، و عليها
يعادي من لا علم له، و عليها يحسد من لا فقه له، و لها يسعى من لا يقين له»[3].
و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «من
أصبح و الدّنيا أكبر همّه فليس من اللّه في شيء، و ألزم اللّه قلبه أربع خصال:
همّا لا ينقطع عنه أبدا، و شغلا لا يتفرّغ منه أبدا، و فقرا لا ينال غناه أبدا، و
أملا لا يبلغ منتهاه أبدا»[4].
و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم: «الدّنيا موقوفة بين السماء و الأرض منذ خلقها اللّه عزّ و جلّ لا ينظر
إليها و تقول يوم القيامة: يا ربّ اجعلني لأدنى أوليائك نصيبا
[1] أخرجه الحاكم في التأريخ من حديث أبي
هريرة كما في الجامع الصغير.
[2] أخرجه الحاكم في المستدرك ج 4 ص 323 من
حديث مطرف بن عبد اللّه بن الشخير عن أبيه.
[3] ما عثرت على تمام حديث في أصل نعم أخرج
أحمد صدره في المسند و البيهقي في الشعب من حديث عائشة كما في الجامع الصغير.
[4] أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث أبي
ذر دون قوله «الزم اللّه قلبه- إلخ-» و كذلك رواه ابن أبي الدنيا من حديث أنس
بإسناد ضعيف، و الحاكم من حديث حذيفة، و روى هذه الزيادة منفردة صاحب الفردوس من
حديث ابن عمر و كلاهما ضعيف كما في المغني.
المحجة
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 5 صفحه : 355