responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 354

و روي أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وقف على مزبلة فقال: «هلمّوا إلى الدّنيا، و أخذ خرقا قد بليت على تلك المزبلة و عظاما قد نخرت‌ [1] فقال: هذه الدّنيا» و هذه إشارة إلى أنّ زينتها ستخلق مثل تلك الخرق و أنّ الأجسام الّتي ترى بها ستصير عظاما بالية.

و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «إنّ الدّنيا حلوة خضرة، و إنّ اللّه مستخلفكم فيها فناظر كيف تعملون، إنّ بني إسرائيل لمّا بسطت لهم الدّنيا و مهّدت تاهوا في الحلية و النساء و الطيب و الثياب» [2].

و قال عيسى عليه السّلام: «لا تتّخذوا الدّنيا ربّا فتتّخذكم الدّنيا عبيدا، اكنزوا كنزكم عند من لا يضيّعه لكم فإنّ صاحب كنز الدّنيا يخاف عليه الآفة و صاحب كنز اللّه لا يخاف عليه الآفة».

و قال أيضا: «يا معشر الحواريّين إنّي قد كببت لكم الدّنيا على وجهها فلا تنعشوها بعدي‌ [3] فإنّ من خبث الدّنيا أن عصي اللّه فيها و إنّ من خبث الدّنيا أنّ الآخرة لا تدرك إلّا بتركها، ألا فاعبروا الدّنيا و لا تعمروها، و اعلموا أنّ أصل كلّ خطيئة حبّ الدّنيا، و ربّ شهوة ساعة أورثت أهلها حزنا طويلا».

و قال أيضا: «بطحت لكم الدّنيا [4] و جلستم على ظهرها فلا ينازعنّكم فيها الملوك و النساء، فأمّا الملوك فلا تنازعوهم في الدّنيا فإنّهم لن يتعرّضوا لكم ما تركتموهم و دنياهم، و أمّا النساء فاتّقوهنّ بالصوم و الصلاة».

و قال أيضا: «الدّنيا طالبة و مطلوبة فطالب الآخرة تطلبه الدّنيا حتى يستكمل فيها رزقه و طالب الدّنيا تطلبه الآخرة حتّى يجي‌ء الموت فيأخذ بعنقه».

و عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «أنّ اللّه جلّ ثناؤه لم يخلق خلقا أبغض إليه من الدّنيا


[1] أي بليت، و أخرجه ابن أبي الدنيا في الزهد و البيهقي في الشعب من طريقه من رواية ابن ميمون اللخمي مرسلا. و فيه بقية بن الوليد و قد عنعنه و هو مدلس كما في المغني.

[2] أخرجه ابن ماجه تحت رقم 4000 دون قوله «ان بني إسرائيل إلخ» و رواه ابن أبي الدنيا من حديث الحسن مرسلا بالزيادة التي آخرها كما في المغني.

[3] نعشه اللّه- كمنعه- رفعه.

[4] بطحه: بسطه، ألقاه على وجهه.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست