responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 26

صورة القفا في المرآة المحاذية للقفا، ثمّ تنطبع صورة هذه المرآة في المرآة الأخرى الّتي في مقابلة العين ثمّ تدرك العين صورة القفا، فكذلك في اقتناص العلوم طرق عجيبة فيها ازورارات و تحريفات أعجب ممّا ذكرنا في المرآة يعزّ على بسيط الأرض من يهتدي إلى كيفيّة الحيلة في تلك الازورارات، فهذه هي الأسباب المانعة للقلوب من معرفة حقائق الأمور و إلّا فكلّ قلب فهو بالفطرة صالح لمعرفة الحقائق لأنّه أمر ربّانيّ شريف، و إنّما فارق سائر جواهر العالم بهذه الخاصّيّة و الشّرف و إليه الإشارة بقوله عزّ و جلّ: إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ‌ [1] إشارة إلى أنّ له خاصّيّة تميّز بها عن السماوات و الأرض و الجبال، بها صار مطيقا لحمل أمانة اللّه تعالى و تلك الأمانة هي المعرفة و التوحيد، و قلب كلّ آدميّ مستعدّ لحمل الأمانة و مطيق لها في الأصل و لكن ثبطّه عن النهوض بأعبائها و الوصول إلى تحقيقها الأسباب الّتي ذكرناها، و لذلك قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «كلّ مولود يولد على الفطرة فأبواه يهوّدانه و ينصّرانه و يمجّسانه» [2] و قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «لو لا أنّ الشّياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السّماء» [3] إشارة إلى بعض هذه الأسباب الّتي هي الحجاب بين القلب و بين الملكوت و إليه الإشارة بما روي أنّه «قيل لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أين اللّه في الأرض أو في السّماء؟ قال: في قلوب عباده المؤمنين»[1]و في الخبر «قال اللّه تعالى: لم يسعني أرضي و لا سمائي و وسعني قلب عبدي المؤمن اللّيّن الوادع»[2]و في الخبر «أنّه قيل للنّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من خير الناس؟ فقال: كلّ مؤمن مخموم القلب، فقيل: و ما مخموم القلب؟ فقال: هو التقيّ النقيّ الّذي لا غشّ فيه و لا بغي و لا غدر


[1] لم أجده بهذا اللفظ انما روى الطبراني في الكبير عن أبي عتبة الخولاني بسند ضعيف كما في الجامع الصغير «ان للَّه تعالى آنية من أهل الأرض و آنية ربكم قلوب عباده الصالحين و أحبها إليه ألينها و أرقها».

[2] لم أجده بهذا اللفظ انما روى الطبراني في الكبير عن أبي عتبة الخولاني بسند ضعيف كما في الجامع الصغير «ان للَّه تعالى آنية من أهل الأرض و آنية ربكم قلوب عباده الصالحين و أحبها إليه ألينها و أرقها».


[1] الأحزاب: 72.

[2] أخرجه أبو داود ج 2 ص 531.

[3] تقدم آنفا.

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست