responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 25

و إذا كان تقييد الهمّ بالأعمال و تفصيل الطّاعات مانعا من انكشاف جليّة الحقّ فما ظنّك في من صرف الهمّ إلى الشهوات الدّنيويّة و لذّاتها و علائقها، فكيف لا يمنع عن الكشف الحقيقي؟!.

و الرابع الحجاب فإنّ المطيع القاهر لشهواته، المتجرّد للفكر في حقيقة من الحقائق قد لا ينكشف له ذلك لكونه محجوبا عنه باعتقاد سبق إليه منذ الصبي على سبيل التقليد و القبول بحسن الظنّ، فإنّ ذلك يحول بينه و بين حقيقة الحقّ و يمنع من أن ينكشف في قلبه خلاف ما تلقّفه من ظاهر التقليد، و هذا أيضا حجاب عظيم به قد حجب أكثر المتكلّمين و المتعصّبين للمذاهب بل أكثر الصّالحين المتفكّرين في ملكوت السماوات و الأرض لأنّهم محجوبون باعتقادات تقليديّة جمدت في نفوسهم و رسخت في قلوبهم و صارت حجابا بينهم و بين درك الحقائق.

و الخامس الجهل بالجهة الّتي منها يقع العثور على المطلوب فإن طالب العلم ليس يمكنه أن يحصل العلم بالمجهول إلّا بالتذكّر للعلوم الّتي يناسب مطلوبه حتّى إذا تذكّرها و رتّبها في نفسه ترتيبا مخصوصا يعرفه العلماء بطريق الاعتبار، فعند ذلك يكون قد عثر على جهة المطلوب فيتجلّى حقيقة المطلوب لقلبه، فإنّ العلوم المطلوبة الّتي ليست فطريّة لا تقتنص إلّا بشبكة العلوم الحاصلة، بل كلّ علم فلا يحصل إلّا عن علمين سابقين يأتلفان و يزدوجان على وجه مخصوص فيحصل من ازدواجهما علم ثالث على مثال ما يحصل النتاج من ازدواج الفحل و الأنثى و ذلك إذا وقع بينهما أزواج مخصوص فكذلك كلّ علم فله أصلان مخصوصان و بينهما طريق في الازدواج، يحصل من ازدواجهما العلم المستفاد المطلوب، فالجهل بتلك الأصول و بكيفيّة الازدواج هو المانع من العلم. و مثاله ما ذكرناه من الجهل بالجهة الّتي الصورة فيها، بل مثاله أن يريد الإنسان مثلا أن يرى قفاه بالمرآة فإنّه إذا رفع المرآة بإزاء وجهه لم يكن قد حاذى بها شطر القفا فلا يظهر فيها القفا و إن رفعها وراء القفا و حاذاه، كان قد عدل بالمرآة من عينه فلا يرى المرآة و لا صورة القفا فيها، فيحتاج إلى مرآة أخرى ينصبها وراء القفا و هذه في مقابلتها بحيث يبصرها و يرعى مناسبة بين وضع المرآتين حتّى تنطبع‌

المحجة

نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني    جلد : 5  صفحه : 25
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست