(1) أقول: و قد أسلفنا من طريق الخاصّة
أحاديث في هذا الباب عند قوله: «و منها أن لا يسمع بلاغات الناس».
و في الكافي عن الصادق عليه السّلام قال: «قال
رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أذاع فاحشة كان كمبتديها، و من عيّر
مؤمنا بشيء لم يمت حتّى يركبه»[2].
و عنه عليه السّلام قال: «من قال في مؤمن ما
رأته عيناه و سمعته أذناه فهو من الّذين قال اللّه تعالى: «إِنَّ
الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ
عَذابٌ أَلِيمٌ»[3].
و في الصحيح عن عبد اللّه بن سنان قال: «قلت
له: عورة المؤمن على المؤمن حرام؟ قال: نعم، قلت: يعني سفليه قال: ليس حيث تذهب
إنّما هو إذاعة سرّه»[4].
قال أبو حامد:
«و منها أن يتّقي مواضع التّهم صيانة لقلوب
الناس عن سوء الظنّ
و لألسنتهم عن الغيبة فإنّهم إذا عصوا اللّه
بذكره و كان هو السبب فيه كان شريكا قال اللّه تعالى: «وَ لا
تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً
بِغَيْرِ عِلْمٍ»[5].
قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «كيف
ترون من يسبّ أبويه؟ فقالوا: و هل من أحد يسبّ أبويه؟
و قد روي «أنّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم كلّم إحدى نسائه فمرّ به رجل فدعاه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم
و قال: يا فلان هذه زوجتي صفيّة، فقال: يا رسول اللّه من كنت أظنّ به فإنّي
[1] أخرجه الطبراني في الكبير من حديث ابن
عباس بسند حسن كما في الجامع الصغير.