نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 3 صفحه : 35
إن من وضعت يدي في قصعته فقد ذلّت له رقبتي،
فقد قال بعضهم: هذا خلاف السنّة و ليس كذلك فإنّه ذلّ إذا كان الداعي لا يفرح
بالإجابة و لا يتقلّد بها منّة و كان يرى ذلك يدا له عند المدعوّ و كان رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يحضر لعلمه بأنّ الداعي له يتقلّد منّة و يرى ذلك
شرفا و ذخرا لنفسه في الدّنيا و الآخرة و هذا يختلف باختلاف الأحوال فمن ظنّ به أنّه
يستثقل الإطعام و إنّما يفعل ذلك مباهاة أو تكلّفا فليس من السنّة إجابته بل
الأولى التعلّل.
الثاني أنّه لا ينبغي أن يمتنع عن الإجابة
لبعد المسافة
كما لا يمتنع لفقر الدّاعي و عدم جاهه، بل
كلّ مسافة يمكن احتمالها في العادة فلا ينبغي أن يمتنع بسببها. يقال: إنّ في
التوراة أو في بعض الكتب «سر ميلا عد مريضا، سر ميلين شيّع جنازة، سر ثلاثة أميال
أجب دعوة، سر أربعة أميال زر أخا في اللّه» و إنّما قدّم إجابة الدعوة و الزيارة
لأنّ فيهما قضاء حقّ الحيّ فهو أولى من الميّت، و قال صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم:
«لو دعيت إلى كراع الغميم لأجبت»[1]و هو
موضع على أميال من المدينة أفطر فيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في رمضان لمّا
بلغه و قصّر عنده في السفر».
(1) أقول: و في الكافي عن أبي جعفر عليه
السّلام قال: «قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اوصي الشاهد من امّتي
و الغائب أن يجيب دعوة المسلم و لو على خمسة أميال فإنّ ذلك من الدّين»[1].
و عن أبي عبد اللّه عليه السّلام «أنّ من حقّ
المسلم الواجب على أخيه إجابة دعوته»[2].
[قال أبو حامد:] «
الثالث أن لا يمتنع لكونه صائما
بل يحضر فإن كان يسرّ أخاه إفطاره فليفطر و
ليحتسب في إفطاره بنيّة إدخال السرور على قلب أخيه ما يحتسب في الصوم و أفضل، و
ذلك في صوم التطوّع، و إن لم يتحقّق سرور قلبه به فليصدّقه في الظاهر و ليفطر و إن
تحقّق أنّه متكلّف فليتعلّل و قد قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمن امتنع بعذر
الصوم: «تكلّف لك أخوك