نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 3 صفحه : 177
الدّنيا و إنّ فوائد أموال الدّنيا تنقضي
بانقضاء العمر و يبقى مظالمها و أوزارها فكيف يستجيز العاقل أن يستبدل الّذي هو
أدنى بالّذي هو خير، و الخير كلّه في سلامة الدّين.
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و
سلّم: «لا يزال لا إله إلّا اللّه يدفع عن الخلق سخط اللّه ما لم يؤثروا صفقة
دنياهم على آخرتهم- و في لفظ آخر- ما لم يبالوا ما نقص من دنياهم مع سلامة آخرتهم
فإذا فعلوا ذلك و قالوا: لا إله إلّا اللّه قال اللّه تعالى: كذبتم لستم بها
صادقين»[1].
و في لفظ آخر «من قال: «لا إله إلّا اللّه»
مخلصا دخل الجنّة، قيل: و ما إخلاصها قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أن يتورّع
عمّا حرّم اللّه سبحانه»[1].
و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «ما
آمن بالقرآن من استحلّ محارمه»[2].
و من علم أنّ هذه الأمور قادحة في إيمانه و
أنّ إيمانه رأس ماله في تجارة الآخرة لم يضيّع رأس ماله المعدّ لعمر لا آخر له
بسبب ربح ينتفع به أيّاما معدودة، و الغشّ حرام في البيوع و الصنايع جميعا فلا
ينبغي أن يتهاون الصانع بعمله على وجه لو عامله به غيره لما ارتضاه لنفسه بل ينبغي
أن يحسن الصنعة و يحكمها ثمّ يبين عيبها إن كان فيها عيب و يتخلّص.
فإن قلت: لا يتمّ المعاملة مهما وجب على
الإنسان أن يذكر عيوب المبيع.
فأقول: ليس كذلك إذ شرط التاجر أن لا يشري
للبيع إلّا الجيّد الّذي يرتضيه لنفسه لو أمسكه، ثمّ يقنع في بيعه بربح يسير
فيبارك اللّه له فيه و لا يحتاج إلى تلبيس
[1] أخرجه أبو يعلى و البيهقي في الشعب من
حديث أنس بسند ضعيف و في رواية للترمذي الحكيم في النوادر «حتى إذا نزلوا بالمنزل
الذي لا يبالون ما نقص من دينهم إذا سلمت لهم دنياهم- الحديث-» و روى الطبراني في
الأوسط نحوه من حديث عائشة و هو ضعيف أيضا كما في المغني.
[1] أخرجه الطبراني في معجمه الكبير و
الأوسط عن زيد بن أرقم بسند حسن و رواه البزار في مسنده عن أبي سعيد بسند صحيح كما
في الجامع الصغير.
[2] أخرجه الترمذي ج 11 ص 40 و قد مر في
المجلد الثاني ص 219 عنه و عن البغوي في المصابيح ج 1 ص 145.
المحجة
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 3 صفحه : 177