نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 57
وظيفة علماء الآخرة و
أطبّاء القلوب و ليس من وظيفة الفقيه من حيث هو فقيه في شيء و إن تعرّض له الفقيه
كان خارجا عن فنّه و كان على سبيل التطفّل.
و أمّا قول أبي حامد:
«إلّا عند التكبير» فلعلّه أشار به إلى صرف وجه القلب إلى اللّه سبحانه عند افتتاح
الصلاة مخطرا بباله أنّه إنّما يصلّي للَّه و هو الّذي عبّر عنه في أخبارنا
بالتوجّه و عند الفقهاء بالنيّة، أو أشار به إلى استشعار عظمة اللّه عند تكبيرة
الافتتاح، و أمّا ما تكلّفه جماعة من الفقهاء من إيجاب استشعار العبادة مع
خصوصيّاتها و الأمور الباعثة عليها مقارنا لأوّلها على النحو المخصوص فذلك أمر لم
يرد به كتاب و لا سنّة و لا وقع عنه و لا عمّا يتفرّع عليه من المسائل المشكلة على
النّاس الموقعة لهم في الوسواس سؤال عن السلف قطّ بل هو من قبيل اسكتوا عمّا سكت
اللّه عنه.
قال أبو حامد: «و أمّا
الزكاة فالفقيه ينظر إلى ما يقطع به مطالبة السلطان حتّى أنّه إذا امتنع أحد
فأخذها السلطان قهرا حكم أنّه برئت ذمّته و قد حكي أنّ أبا يوسف[1]كان يهب ماله
لزوجته في آخر الحول و يستوهب مالها لإسقاط الزكاة فحكي ذلك لأبي حنيفة فقال: ذلك
من فقهه و صدق، فإنّ ذلك من فقه الدّنيا و لكن مضرّته في الآخرة أعظم من كلّ جناية
و مثل هذا العلم هو الضارّ، و أمّا الحلال و الحرام فالورع عن الحرام من الدّين و
لكنّ الورع له أربع مراتب الأولى الورع الّذي يشترط في عدالة الشهادة و هو الّذي
لا يخرج به الإنسان عن أهليّة الشهادة و القضاء و الولاية و هو الاحتراز عن الحرام
الظاهر، الثانية ورع الصالحين و هو التوقّي من الشبهات الّتي يتقابل فيه
الاحتمالات.
قال صلّى اللّه عليه و
آله و سلّم: «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك»[1]. و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «الإثم حواز القلوب[2]»،
الثالثة ورع المتقين و هو ترك الجلال المحض الّذي يخاف منه أداؤه إلى
[1] هو يعقوب بن
إبراهيم بن حبيب الأنصاري الكوفي كان تلميذ أبي حنيفة و من أتباعه و قيل انه اول
من لقب بقاضي القضاة ذكر ابن خلكان حكايات في أحواله و قضائه، توفى سنة 182 (الكنى
و الألقاب للمحدث القمي).
[2] رواه أحمد من حديث
ابن مسعود، و قال الجزري في النهاية: الإثم حواز
[1] أخرجه أحمد في
المسند ج 1 ص 200 عن الحسن بن على عن النبي صلّى اللّه عليه و آله.
نام کتاب : المحجة البيضاء نویسنده : الفيض الكاشاني جلد : 1 صفحه : 57